خُذنِي إلى النَهرِ الذِي لا يَنضَبُ
علِّي أرى قلبي يشف ويَطرَبُ
خذني إليهِ كما يطيرُ مُوَلَهٌ
وكما يُحلِّقُ في الغرامِ مُعَذَبُ
خذني إلى الوجهِ المضئِ عوالمي
خذني ففي صدري حنينٌ مُتعبُ
هو كل هذا الحب ، كل غرامنا
هو قِبلَةٌ تسقي القلوبَ وتُخصِبُ
هو من تماهى الكون في ميلادهِ
وإليهِ أشواقي تَضِجُ وتلهبُ
وأنا على لقُياهُ حرفٌ موجعٌ
والشِعرُ من جفنِ المحبةِ يُكتبُ
من غيرهُ إن ما كتبت قصيدةً
تهمي نسائِمُهُ عليَّ فأُعشَبُ
دعني أقصُ عليهِ أوجاعَ المدى
دعني أصوغُّ لظى الحنينِ وأسكبُ
دعني ففي الأحداقِ طفلٌ نازحٌ
يبكي ... ولا أمٌ هناكَ ولا أبُ
من أي نافلةٍ أُطِلُ وفي يدي
دمعٌ ، وفي الأخرى بلادٌ تُضربُ
يا أيها الوطنُ الكبيرُ بداخلي
يا أيها الحبُ البعيدُ الأقربُ
قامت على الشعبِ المُحبِ قيامةٌ
والطائراتُ ردىً يجيءُ ويذهبُ
ولأننا نهواكَ عشقاً صادقاً
جاروا علينا بالجحيمِ وأرعبوا
جاروا ، فأسرجنا بذكركَ جبهةً
تكوي قلوبَ المعتدينَ وتُرهِبُ
جاروا فـ أسسنا بِعِيدِك حفلةً
صنعاءُ مكةُ ، والحديدةُ يثربُ
لن ينحني شعبٌ يرآكَ سلاحهُ
مددٌ إلهيٌ ، وشعبٌ طيبُ
مددٌ يُقَوِي الأرض ، يُعظِمُ أهلها
وطنٌ .. و صار بحبِ طهُ كوكبُ
وطنٌ يماني الجهات ، وفي المدى
طه الى نبضِ التهائمِ يُنسبُ
طهَ .. وفي الأعماقِ يصرخُ عاشقٌ
دنف.. ومن دمعي صلاةٌ تَشرَبُ
خذني ودعني إنَّ قلبي شاعرٌ
متصوفٌ ، متلذذٌ ، متقربُ
متصوفٌ بهوى الجُنونِ مهيئٌ
لعناقهِ .. إنَّ الهيامَ مُجربُ
ودع القصيدة تستلذ بقربهِ
وتهيمُ عشقاً في الحبيب وتَعذَبُ