لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار موجة محاضرات تحذر الناس من تلقيح أطفالهم، وأن اللقاح عبارة عن سموم وأوساخ... إلخ. وقد التحق بركب المشككين والمحذرين الكثير من الناس الذين يجهلون حقاً ما هو اللقاح من أساسه، وما هي فائدته منذ بداية إطلاق أول لقاح. ولكن لا يجب علينا أن نصمت إطلاقاً، ويجب على وزارة الصحة الوقوف بوضوح أمام ما يحدث من شرخ للوعي الشعبي المتفهم لضرورة اللقاحات. وعلى القيادة في الرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية والوزراء والنواب، إما إثبات كلام سليم السياني علمياً وتأكيده فعلاً وإما إيقافه تماماً والتخلص من هذه الترهات.
ثانياً: يجب على الدولة إما توزيع اللقاح وحمايته إعلامياً وثقافياً وبكل الطرق اللازمة، وإما منعه تماماً وتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الشعب والأجيال القادمة.
ثالثاً: إن قرار اللقاحات هو قرار سيادي من الدرجة الأولى؛ كون منعه أو تعاطيه يعود على أطفال الجمهورية بشكل كامل، وهذا يعني الآن مسؤولية مجلس النواب في متابعة توصياته التي أوصى بها وزارة الصحة في المسائل التي أفضت إلى تشكيل لجنة من المجلس، وكان ضمن توصيات اللجنة تنفيذ جميع حملات التحصين وبشكل فوري، وتفعيل التثقيف الصحي في الوزارة لإيقاف الذين يشيعون خطورة اللقاح ويحاربون الوعي الشعبي الذي آمن باللقاح بعد أن لمس أثره في المجتمع حين كان الأب يموت عليه أطفاله الستة والسبعة، وكل عائلة كنا نسمع من روايات الأجداد أن لديهم ما لا يقل عن ثلاثة من أبنائهم توفوا لأسباب مجهولة، فيما تلاشت هذه الوفيات المرعبة والأمراض التي كانت تتفشى ما بين سنة وأخرى كالحصبة والجدري والشلل التي تكاد أن تختفي وهي بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل الوعي الشعبي وجهود برنامج التحصين وبرنامج التثقيف الصحي.
لكن الآن نمر بمرحلة حرب مرعبة قد تكون أفتك من العدوان والحصار الذي قتل أبناء الشعب؛ لأن أثرها الكارثي سيأتي على المدى البعيد الذي سنرى فيه الوضع الذي كان أجدادنا يحكون لنا عنه من الموت الفجائي للأطفال وغيره. وحربنا الآن هي حرب وعي وثقافة، وحرب لن تبقي بيتاً إلا وسيدفع الثمن لا قدر الله.
لقد فوجئت بأحد المنتمين لهذه الندوة المشؤومة يقول إنه صام شهرين متتابعين لأنه كان يحرض الناس على ضرورة إعطاء أطفالهم جرع التحصين الوقائية، مع تأكدي أنه لم يصم يوماً واحداً، وأنه مقابل ذلك سيصوم عامين كاملين لتحريض الناس على حرمان أطفالهم من اللقاح الوقائي، حيث سيرى أثر كلامه قريباً إن لم يكن هناك صحوة من المعنيين بالجانب الصحي، وهم الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إثبات أهمية اللقاحات وفراغ الشائعات من المحتوى الإثباتي الطبي الذي من شأنه قلب البلاد إلى بؤرة وبائية مخيفة ستجعل الجميع يشعر بالندم يوم لا ينفع الندم.
* نقلا عن : لا ميديا