الغول في اليمن يُسمى الجرجوف.. ومن القصص التي تُروى قصة الفتاة الفقيرة التي نصبت لها رفيقاتها فخاً وأقنعوها بتسلق شجرة دوم ثم تركوها ورحلوا، قبل أن يمر ست جراجيف دون أن ينقذوها، توقف السابع واشترط عليها أن تتزوجه إذا وقعت على أحد أصابعه وهكذا كان.
تزوجت الفتاة من الجرجوف، قبل أن تكتشف الغرفة التي يأكل فيها ضحاياه وتُصدم بحقيقته وتحزن… تلتقي الفتاة بأخيها بعد غياب طويل فيوقع به الغول ويقطع لحمه، ثم يعطيه للفتاة كي تطبخه. تكشف الفتاة الحيلة فتتظاهر بأكل اللحم وتقوم بجمعه ثم زرعه وتسقيه.. فينبت طفلٌ تقنع الجرجوف أنه ابنه، إلى أن يكبر ويشتد عضده، فتدفع إليه سيفاً ليقتل الجرجوف بضربة واحدة لا غير.
الجرجوف السعودي اليوم يحوم تحت شجرة الدوم اليمنية، ويحاول أن يتصيد أجمل أحلام الناس الفقراء، لا شك أن قصوره كثيرة وغرفها كثيرة، وحال الأمير السعودي كحال الجرجوف في القصة، يستطيع أن يأخذ ألف شكل، يظهر تارة بشكل صحفي يقف بالصف على باب السفارة ثم يحمل الناس مسؤولية قتل الطائرات لهم، وتارة بشكل ثوريّ في فندق خمس نجوم يتكلم عن معاناة شعبه قبل أن يلحق بطيارة جديدة إلى فندق جديد، وتارة بشكل شيخ دين يبيع الملوك حصصاً من خبز الله، ويقيم حد التكفير على الجياع حصراً.
الجرجوف السعودي كحال أي غول شرير لا يفهم بالأصول، “يفصفص لحمك عن عظامك” حتى ولو رميت السلام عليه، فهذا طبعه.. ولكنه سينتهي كما تنتهي غيلان القصص، هذه حكمة التاريخ. هناك شعوبٌ لا تحتاج إلى استعطاف العالم ولا تسوّل عواطف طائفية أو قومية كما يفعل البعض، وهناك شعوبٌ لا تقف بالطابور ليرضى عنها عدوّها أو لتثبت له “حداثتها”. هناك شعوب تزرع لحوم أبنائها في التراب، وتسقيه بالدموع وتنتظر الثأر.
وهذا ما يخيف الجراجيف وخدمهم.