د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
مذكرات طفل يمني
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 14 يوماً
السبت 07 أكتوبر-تشرين الأول 2017 08:17 م




أكتب هذه الكلمات وأنا أعرف أنه ليس لها صدى، لكني أحلم بأخذها معي ذات يوم لأرميها في البحر لكي تتقاذفها الأمواج حتى ترسو في أرضٍ أخرى أو في أعماق البحر فترحل بعيداً عني، لكن هل ستأخذ معها ما بداخلي من مرارة وألم وذكريات مظلمة! 

أنا أعيش في مرحلة تعد مهمة للجميع على سطح هذه الأرض، الجميع يتغنون بها ويولونها قسطا كبيرا من اهتماماتهم..حتى يكاد من هم في عمري أن يمشوا على الأرض ملوكاً! 
تقام المنظمات والمحافل باسمي عفواً أقصد باسمهم.
 آهٍ. نعم فأنا الطفل اليمني لست محسوباً عليهم ولا على هذه المنظمات ولا يهمها شيء من أمري! 
كأني لستُ طفلاً كغيري! بل كأني لستُ من بني البشر! 
لم أعد أحلم بالألعاب ولم يعُد همي أن أخرج إلى إحدى الحدائق! 
كل ما أحلم به ألا يداهمني الموت.
 نعم. أحلم أن يشرق علي صباح اليوم التالي ولا أزال أتنفس!
 وأن أعضائي لا تزال معي، وليست إلى جواري! 
أحلم أن تعود أمي إلى البيت بعد أن غادرته وغادرت الحياة إلى الأبد بسبب مرضها المستعصي وعدم توفر الأدوية والمستلزمات اللازمة في المشفى! 
أحلم ألا أرى وجه أبي البائس ودمعته النازلة في ظلام الليل لأنه لم يتمكن من إحضار ما يسد به رمقي ورمق إخوتي بسبب الجوع والحصار الخانق الذي يطبق قبضته علي وعلى مدينتي! 

أحلم أن يعود صديقي العزيز الذي أصابته طائرات الغدر ودفنته تحت ركام منزله. 

أحلم أن تعود لصديقي الآخر قدمه التي فقدها بسبب ذات الطائرة اللعينة. 

أحلم أن يعود إلى صديقتي أبواها بعد أن أصبحت يتيمة و وحيدة في هذه الحياة في إحدى ملاجيء النازحين. 

ليست أحلامي كبيرة.
أحلم فقط بكسرة من الخبز في صدر النهار! 

وكم تمنيت لو أن ذلك الوباء اللعين لم يزر بيتنا الصغير( الكوليرا)ويخطف أصغر إخوتي، والذي لم أنجُ منه إلا بأعجوبة ! 

أحلم أن أستيقظ يوماً وقد غادرت تلك الطائرات اللعينة سماء بلدتي الحبيبة التي كم تقض مضجعي وتؤرق منامي وتجعلني أعاني الأمرين وأنا أشعر بالخوف والهلع.

أحلم وأحلم أن أعود إلى مدرستي الحبيبة.
كل ما أحلم به أن أمسك بيدي كراستي وأقلامي. 
لا تقتلوا آخر أحلامي.
 فكم أفتقدها وأفتقد ضحكاتي بين أروقتها ووجوه أساتذتي وخلاني. 
هي الحلم الجميل والأمل الأخير لي، لماذا يريدون أن يسرقوا آخر أحلامي؟ 
آهٍ هل تراني أعود إليها؟ 
لماذا لا يدركون أني لا أفهم في السياسة، ولا أعرف شيئاً عن تدبير أمور الدولة؟ لا أعرف سبب خلافات الكبار، سوى أنها تزيد من كبتي ومن أحزاني! 
لماذا كأنَّ من في الداخل والخارج يتعاونون لكي يغلقوا في وجهي أبواب مدرستي وآخر منفذ للضوء لي؟
 أنا الطفل اليماني.


#إيقاف_التعليم_جريمة.  
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
أحلام عبدالكافي
هيله .. الطفولة المبتورة
أحلام عبدالكافي
خضر سلامة
الجرجوف السعودي
خضر سلامة
زينب عبدالوهاب الشهاري
دعوني أصرخ
زينب عبدالوهاب الشهاري
د.أسماء الشهاري
وما دفنوه..ولكن شُبِهَ لَهُم.!
د.أسماء الشهاري
زيد المجاهد
حسن الملصي .. المحارب الشبح
زيد المجاهد
أحمد المُضواحي
سرد وقائع
أحمد المُضواحي
المزيد