لا يقتل لمجرد القتل إلا الجبان، ولا يسرف في قتل الأبرياء من المدنيين إلا مأزوم أو معتوه..وكل هذه الصفات الحقيرة وغيرها تجمعت في آل سعود النظام والأسرة، وتاريخ المملكة شاهد على جرائمها بحق العروبة والإسلام والإنسان، منذ نشأتها وإلى يومنا هذا.
ولأنهم لا يفقهون في معادلات الحروب، يحسبون كل صيحة عليهم، لكن بدلا من مواجهة الفعل بمثله، نراهم إما ينكفئون إلى جحورهم، حينما يكون العدو بالنسبة إليهم قويا ورادعا، كإيران حاليا والعراق سابقا، وإما يتفرعنوا بالبطش والإجرام حين يستضعفون هذا العدو كما هو الحال مع اليمن.
وبالطبع فقد أثبت اليمنيون أنهم ليسوا بالضعف الذي توهمه الأعداء، وقد تحولت نقاط ضعفهم إلى قوة مشهودة أكدتها يوميات الثبات والصمود في مواجهة العدوان على مدى أكثر من ألف يوم، سجل فيها آل سعود مئات الجرائم والمجازر البشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين.
لذا ليس مفاجئا أن يمعن آل سعود في جرائم القتل والإبادة بحق شعبنا كرد فعل على الصاروخ البالستي الذي أصابهم في قعر يمامتهم، بل المفاجئ أنهم بعد ما يقارب ثلاثة أعوام من هذه الحرب الظالمة، وبرغم ما توافر لها من إمكانات عسكرية ومالية وجيوش من المرتزقة، وغطاء سياسي دولي وأممي، إلا أنهم عجزوا عن تحقيق الحسم العسكري المنشود، وباتت فضيحتهم في اليمن مدوية وغير مسبوقة.
وللعلم ولمن يتمعن في محطات هذه الحرب، سيدرك أن آل سعود تورطوا في إعلانها، ضمن حسابات، كانوا يدركون قبل غيرهم، مدى خطأها، وتهافتها، فبعد أن زين لهم الشيطان الأكبر أن اليمن في حالة من الضعف الشديد، الذي تعجز معه عن مواجهة الجيش السعودي، احتاطوا لأنفسهم، وحشدوا تحالفا كبيرا لمواجهة أفقر بلد في العالم لناحية الأرقام المادية، متجاهلين العمق الإيماني والحضاري، والقوة المعنوية لهذا الشعب العظيم.
وحين أدركوا أن الحزم إنما يعبر عن انتقام شديد بحق اليمنيين، لجأوا إلى تغيير مسمى الحرب من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل. وحتى في الجانب الإنساني، فقد عملوا على احتكار هذا الدعم عبر ما يسمى بمركز الملك سلمان!
ولأنهم يعرفون قبل غيرهم مدى الجرم الذي ارتكبوه بحق اليمنيين، فقد رفضوا وأعاقوا تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة تنظر في الجرائم التي ارتكبها التحالف باليمن، وفرضوا على الأمم المتحدة صيغة غريبة، تمنح الجلاد الحق في محاسبة ومحاكمة الضحية.
وقبل صاروخ اليمامة، رأينا كيف أقاموا الدنيا بزعم أن إيران هي من تولت إرسال الصاروخ وإطلاقه على مطار الملك خالد، ولما جارتهم واشنطن في مزاعمهم، وأشارت بالبنان إلى طهران، وارتقب العالم حربا سعودية_إيرانية مباشرة، لاذ آل سعود مجددا إلى نقيصتهم المعهودة، في استدارة مخزية نحو المدنيين في اليمن قتلا وترويعاً، فالقتل هو ما يحسنه المجرمون والمأزومون، أما القتال والنزال، فللرجال الرجال، دون غيرهم!!