لا يمكن لأي إنسان ان ينتصر بالجرائم والمجازر والظلم والطغيان والاستعلاء والغرور والحماقة والغباء ، فهذه كلها عوامل السقوط والهزيمة ولايمكن وفقا لسنن الكون ان تكون بأي حال عوامل للنصر والتمكين .
ولايمكن لأي إنسان ان يكسب بتكرار الاعتماد على نفس الأدوات والأساليب التي في كل مرة تنتج له خسارة اكبر من الخسارة السابقة ، هذه قوانين حسابية لايمكن ان يقفز عليها الا أحمق أوغبي .
ولا يمكن لأي إنسان أن يصل إلى هدفه بالاصرار على السير عبر المستنقع الذي كلما تقدم فيه غرق أكثر ، لان المنطق يقول إنه لن يستطيع الخروج إلاّ بإنقاذه ذليلا منهكا أو بإخرجه جثة هامدة اختنقت بالوحل.
ولا يمكن لأي إنسان أن يعيد الشجرة التي استوت إلى داخل البذرة ، ولا أن يعيد الصرخة التي انطلقت في الفضاء إلى داخل الرئة ، ولا أن يعيد الأسد شبلا صغيرا في قبضته ، أشياء كثيرة يتحتم أن يتم الاعتراف بها واقعا لا فرار منه ويتوجب أن يجري التعامل معه في صورته الواقعية .
لكن .. لو نظرنا في الواقع لوجدنا ان من يقفز على هذه الحقائق الكونية المنطقية ، هم الذين يعتقدون أنهم فوق القوانين والسنن ، وهم في الواقع حمقى أغبياء أعماهم ما يمتلكونه من مال وقوة عن رؤية حتى مصلحتهم الحقيقية وكيف ينبغي أن تكون مآلاتهم ومصائرهم ، لأنهم يجهلون أصلا أنهم حمقى وأغبياء وأن ما يفعلونه يقودهم إلى السقوط .
هكذا هو حال العدوان ومرتزقته ومن يقف وراءه طوال ألف يوم وبضعة أيام من الغطرسة والغرور والظلم والطغيان والمجازر والجرائم وأيضا الخسائر والغرق والحماقة والغباء ، مقابل شعب شامخ يقف حاملا قضيته بعدالة ويواجه كل هذه البشاعة والإجرام بثقة وثبات ويستخدم خياراته في الدفاع عن نفسه بتخطيط وتكتيك وأخلاق ومبادئ وهي مقومات النصر والتمكين التي لا يفهمها إلاّ الشرفاء والشجعان .
الشعب اليمني الصامد الصابر الشجاع الثابت ، لا يشك في النصر ويدرك منذ البداية ما سيقدم عليه وما سيواجه وأين وكيف ومتى ينبغي أن يتحرك وينجز وينتصر ، شعب قيادته تحمل أخلاقه وهمه وتتحرك انطلاقا من مظلوميته وتتعاطى بوعيه وطموحه وتتكئ على إسناده ومشورته ودعمه .
ألف يوم من العدوان والحصار والمجازر والجرائم والتجويع والتخويف والإرهاب ، مرت على هذا الشعب كأنها سحابة صيف أرعدت وأبرقت وأمطرت وستتلاشى بإذن الله.
الشعب اليمني بقيادته الحكيمة وتماسكه وثباته لم يدع هذا البلاء الكبير يمر دون أن يستفيد منه ويبني نفسه عسكريا واقتصاديا ويتعلم كيف يستغني بخياراته عن هبات العدو وابتزازه ، وكيف يحصن نفسه بسواعد أبنائه ويشكل وعيا وطنيا عاليا بأهمية الإباء والصمود وصناعة أسباب النصر التي لايمتلكها أصحاب القوة والغطرسة بل أصحاب المظلومية والقضية العادلة والمبادئ السوية .
كما مرت ألف يوم من العدوان ستمر ألف أخرى ، دون أن نهتز أو نتراجع أو نستستلم ، بل نحن على ثقة ان الشعب الذي تمكن من ايصال صواريخه الى قصر اليمامة وابوظبي بعد ألف يوم ، سيتمكن بعد الألف الثانية – إن استمر العدوان والحصار – من امتلاك ما هو أقوى واكبر ، وسينتصر بإذن الله.