السياسية / تقرير: أمل باحكيم
استهداف وعي المرأة يعتبر الطريق الأقصر لتدمير البلدان والمجتمعات، هذا ما سعى إليه الغرب ومن وراءه الكيان الصهيوني، حيث تم التركيز على المرأة، باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء الأجيال، من استهداف سلوكيات المجتمعات وطمس هوياتها وثقافتها.
فالحرب الناعمة التي يستخدمها أعداء الإسلام ضد المجتمعات الإسلامية، كأسلوب يعتمد على بث الأفكار المسمومة، دون أن تطلق رصاصةً واحدة، ومن خلالها يتم تشجيع المرأة على الانفتاح بالثقافات المغلوطة والسعي وراء الموضة والحرية الشخصية وغيرها من الأساليب التي تعمل على تدمير الاسرة والمجتمع.
حيث استخدمت أمريكا والغرب القوة الناعمة، للتأثير على المجتمعات الإسلامية، وكان تركيزهم الأول على استهداف المرأة المسلمة بشكل خاص، ليتمكنوا من خلالها التأثير على الاسرة والمجتمع، من خلال بث الأفكار الدخيلة والغزو الفكري والحرية المزيفة التي يسعون من وراءها إلى تغيير الأفكار والمعتقدات الدينية والهوية في سلوكيات المجتمعات.
أصبحت المرأة العربية والإسلامية تعيش اليوم واقعا مؤلما من خلال الأفكار المسمومة والدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية مما انعكس ذلك على السلوكيات الخاطئة لدى بعض المجتمعات العربية والاسلامية.
وهو ما حذر منها قائد الثورة السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في ذكرى مولد الزهراء عليها السلام اليوم العالمي للمرأة المؤمنة، حيث قال :”المساعي الغربية لإفساد المرأة المسلمة تحت عنوان التحضر والحضارة والرقي هي عناوين زائفة، إفساد المرأة المسلمة لا يمد بأي صلة للحضارة، لا يمد باي صلة للحضارة أبدا، الحضارة الحقيقية، والرقي الحقيقي والارتقاء في سلم الكمال هو بقيم الإسلام التي تحفظ للمرأة كرامتها، ودورها المسؤول والبناء والمهم والفعال والمؤثر والعظيم في واقع الحياة وبكل شرف، والحفاظ على عفتها وطهارتها”.
الحرب الناعمة والتضليل الديني
يعتبر التضليل الديني من أهم وأخطر الأساليب في الحرب الناعمة، فمن خلاله عمل الغرب واللوبي الصهيوني على تشكيك الناس بدينهم وعمدوا إلى تشويه التعاليم الدينية، بل وصل بهم الحال إلى وضع أحاديث منسوبة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم.
وفي مناسبة أخرى وهي الذكرى السنوية للشهيد القائد 1440 هجرية قال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المشروع القرآني الذي تحرك به الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هو مشروع وعي وبصيرة وتزكية في المجالات التي يتحرك فيها العدو: سياسياً، إعلامياً، اقتصاديا وبالتضليل الثقافي والفكري بالاستغلال لمشاكل هذه الأمة التي تكاثرت عبر قرونٍ من الزمن، بالتوظيف والاستغلال لكثيرٍ من الأحداث والأزمات والمشاكل.
حرية المرأة ومساواتها برجل
يتوارى أعداء الإسلام خلف موضوع المطالبة بحقوق وحرية المرأة، واستغلال انحرافات وممارسات وجهل بعض المسلمين، بالعمل على بث الأفكار المغلوطة والمنحرفة، واستخدموا لتنفيذ ذلك وسائل الاعلام المرئية ومنصات التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارهم الهدامة، والتي يحاولون من عبرها التأثير على المسلمين ومسخ هويتهم الاسلامية.
وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، حيث قال “إن من أبرز امتهان الأعداء لكرامة المرأة هو: سعيهم لإفسادها، واستهدافهم للبنية الأسرية وتفكيك الأسرة كلبنة أساسية في المجتمع بهدف تفكيك المجتمعات”.
المنظمات وتدمير الهوية
تحولت بعض المنظمات إلى أدَاة من أدوات القوة الناعمة، خَاصَّة المنظمات التي تتلقى تمويلها من جهات أَو دول تناصب العداء للإسلام والمسلمين بشكل عام، وتنتهج في سياستها استعباد المجتمعات وإذلالها ونهب ثرواتها وإغراقها في الصراعات والازمات.
عملت المنظمات بصورة خفية ومشبوة تحت عدة مسميات للايقاع ضحايا جدد في براثن الفساد الأخلاقي دون أن يشعروا؛ لأَنَّهم يستخدمون مصطلحات ومسميات ويعملوا على تفكيك الاسرة والمجتمع من خلال تشجيع النساء على الانفتاح.
مكانة المرأة بعد الإسلام
حفظ الإسلام المراة وجعل لها مكانة عالية في المجتمع باعتبارها أم وأخت وزوجة وأبنة، واعطها الحق في كل شيء وصان حقوقها، حيث عرض القرآن الكريم نماذج كثيرة لنساء قامت بأدوار كبيرة لنصرة الإسلام من خلال تربية أبناء المسلمين التربية الصحيحة.
فالمرأة هي العنصر الأساسي في البيت فهي القائمة على شئون البيت وتنظيم احتياجاته ولها القدرة على تحمل أعباء الأسرة وتستطيع تسيير أمورها أكثر من الرجل وهي مصدر سعادة الاسرة فهي الام والزوجة.
والمرأة هي مربية ومعلمة الأجيال، صلاحها صلح للمجتمع، وهي رمز العفة في المجتمع الإسلامي فتتميز عن غيرها “بالحجاب الإسلامي”.
دور المجتمع ووسائل الإعلام في التصدي للحرب الناعمة
يستطيع المجتمع الاسلامي ان يحمي نفسه من أفكار اليهود والنصارى ومن الحرب الناعمة، عن طريق التمسك بالهوية الايمانية والتقيد بالتعاليم الإسلامية، والعمل بما كفلة الإسلام للمرأة من حقوق وواجبات.
وعلينا كمجتمع مسلم مواجهة مؤامرات اليهود والنصارى في تدمير وطمس الهوية الإيمانية عبر وسائل متعددة، فيجب ان نعي خطورة هذا الامر وان نعمل على محاربة الأفكار الدخيلة والهدمة والتصدي لعداء الإسلام.
* نقلا عن :السياسية