تتلقى الناشطة اليمنية العالمية توكل كرمان جائزتها على دفاعها عن ابناء شعبها في اليمن بتجميد عضويتها من حزب التجمع اليمني للاصلاح التابع للاخوان المسلمين، بينما يتلقى الكاتب السعودي جمال خاشقجي سلسلة من الاهانات على شبكات التواصل بسبب حديثه أيضا بانتقاد عن السعودية.
القواسم المشتركة بين السيدة كرمان وخاشقجي كبيرة واوسع من ان يتم تجاهلها، فكلاهما أصلا ظهر على شاشة الجزيرة- واعتقد ان هذه هي خطيئتهما الكبرى التي لا يذكرها احد-، وانتقدا السعودية في عدن في ذات الوقت، وكلاهما اصلا رمز للدفاع عن ما نعرفه بـ “الربيع العربي” بكل اشكاله.
من هنا، بات الاثنان في مرمى النقد، فالسعودية طبعاً لا يجب انتقادها خصوصا على شاشة الجزيرة حتى وان كانت تقتل الاطفال وتتسبب في كارثة انسانية في اليمن. رغم ذلك فإن المراقب لا بد تابع ان “الحجم والثقل” للشخصيتين لعب الدور الاكبر في شكل ردود الافعال، فبينما عاتب السعوديون خاشقجي كونه “سعودياً” يهاجم مملكته، هجم “أهل بيت” كرمان ممثلين بحزبها ليثأروا للتحالف السعودي ويجمدوا عضويتها لـ “عيون” وليي العهد السعودي محمد بن سلمان والاماراتي محمد بن زايد.
في مثل هذه المفاصل يجعلني دوما الاخوان المسلمون احار في أمري: أوليست قطر هي “الملجأ والمنجا” لهم، وأليست الجزيرة من تحملت كل الاعباء السياسية ولا زالت لحمايتهم وحماية الربيع العربي الذي قرروا انهم يمثلونه، ولو تخصصنا في الشأن اليمني أكثر، فأليس الاصلاح قبل اشهر طرق كل الابواب ووسط “طوب الارض” ليلقى محمد بن زايد ولم يحصل على مكسب سياسي واحد بالمقابل؟!..
هنا حصر، أظن ان من تربى في “كنف” الاخوان المسلمين في اي بقعة من بقاع الارض، بات يشعر كشيخ الازهر قبل اشهر حين وجد لنفسه ان اغنية لأم كلثوم قد تكون أجدى من الحديث في الدين والفتاوى ورفع الشعارات.
وهنا أظننا سنرى معاً بعد مدة بسيطة الاخوان “اخوانين” على الاقل، مع السعودية ومع قطر، والله أعلم!.