مقابل التخطيط هو التخبط، والتخطيط بمعناه البسيط هو معرفة ماذا نعمل وكيف نعمل في حدود مواردنا المتاحة للوصول إلى الأهداف التي نسعى لتحقيقها، وعرف التخطيط بأنه القدرة على تحديد الأهداف والأولويات اللازمة، وتقييم التصرفات، والوقت، والموارد المطلوبة، لتحقيق تلك الأهداف.
والتخطيط عملية ضرورية وليس آليه أَو أُسلُـوب تلجأ إليه المؤسّسات أَو الشركات أَو أية وحدة تنظيمية عندما تكون هناك ضرورة له، إنما هو عملية ملازمة لأي عمل، حتى على المستوى الشخصي، إذَا لم يكن هناك تخطيط فحتماً سيكون البديل هو التخبط، سيكون هناك ضياع وإهدار للموارد، من الطبيعي أن أي عمل لا يكون إلَّا لتحقيق هدف معين سبق تحديده، ولكي نضمن الوصول إلى هذا الهدف فَـإنَّه من الضروري أن نضع الخطط والبرامج الصحيحة التي تضبط لنا كُـلّ المتغيرات التي تكون ضمن مدخلات أية عملية، سواءً إنتاجية أَو خدمية، ومن خلال التخطيط نعرف ما نمتلكه من موارد مادية وبشرية، وبالتالي يمكننا من الاستغلال الأمثل للموارد وتجنب الهدر، بحيث نتمكّن من تحقيق المنفعة الحدية للنقود المستثمرة في أي مشروع، إضافةً إلى أن التخطيط يمكننا من اتِّخاذ القرار الرشيد الذي يبنى عليه عمل أية وحدة تنظيمية من أكبر وحدة إلى أصغرها.
فالتخطيط هو الأُسلُـوب الذي ينظم عملية الإنتاج ويحافظ على الموارد من العبث وهنا يأتي التساؤل: هل نحن فعلاً ملتزمين بهذا الركن الأَسَاس في مؤسّساتنا؟ هل ترسخ مبدأ التخطيط في أذهاننا؟ هل استفدنا من بعض القصور في تحقيق أهدافنا؟ التخطيط عملية مهمة في تشخيص الانحرافات ومعرفة الاختلالات التي قد تؤدي إلى الفشل، من المهم جِـدًّا أن نعرف مدى مطابقة آلية وأُسلُـوب عملنا للخطط التي تحقّق الهدف النهائي الذي نعمل مِن أجل تحقيقه، يأتي هنا التأكّـيد على ضرورة أن تكون الخطط ضامنة لتحقيق أهداف أولوياتنا التي تقع ضمن الرؤية الوطنية والسياسة العامة للبلد في إطار موجهات قائد الثورة والقيادة السياسية، أصبح من الضروري مراجعة وتقييم خطط وبرامج كُـلّ المؤسّسات لمعرفة مدى انسجام هذه الخطط لأولوياتنا الملحة في ظروف بلدنا الاستثنائية ووضعنا الاستثنائي.