مسيرتك القرآن مشروعك الهدى
ألا كل مشـروع سـواه ضـئيـل
عليها مضى الكرار بعد محمد
ونوح وإبراهيـم وهـو خليـل
وموسى وعيسى كل هاد ومرسل
فـنهجك قـصـد بـالـهـداة أهـيـل
أولئـك أعـلام المسـيـرة هذه
وأنت امتداد للـهـداة أصيـل
بهم أوضح الله السبيل لخلقه
لكلٍ زمـان مـر فيـه وجـيـل
وأنت بهذا العصر وارثهم وما
لسنة ربي في الهدى تحويـل
نرى جدك الكرار فيك قيادة
على الأرض فيها للسما تمثيل
وذلك فضل الله يؤتيه من يشا
وللـه أمـر الإصـطفـاء يـؤول
وليس اعتباطا فضله بل مهمة
فـفضلك من ربي لنـا تفضيـل
وقد زادك الرحمن في العلم بسطة
(وليس سواء عالم وجهول)
ومن يصطف الرحمن يجعله كاملا
فما لك في هذا الزمان عديل
فأنت المدى من كل فضل وغاية
وأنت الصميم الألمع المصقول
نشات كريما وانتشرت مكارما
تدفقت هديا والنفوس محول
فأخرجت بالقرآن في الأرض أمة
لها فوق هامات النجوم حلول
وإذ أنت قرآن على الأرض ناطق
فإنك للقول السديد قؤول
متى تلق درسا أو تطل محاضرا
وعتك قلوب واحتوتك عقول
بحرص وتقديس وشوق إذ الهدى
مفاتيحه التعظيم والتبجيل
فتزخر أفكارا وعلما وحكمة
وأنت خضم زاخر وهَطول
كأن الهدى من فيك وحي من السما
له في قلوب المؤمنين نزول
وعلا ونهلا من دروسك نرتوي
فيصدر قلب المرء وهو خضيل
اذا أخذ الفرد المجاهد دورة
غدا وهو جيش أغلب وقبيل
وما زلت بالقرآن تبني نماذجا
ومجتمعا يرقى به التأهيل
إليك تناهى سر آل محمد
وعندك حل المجد وهو أثيل
أعز بني الدنيا وأتقى ذوي التقى
وأجود أهل الجود حين تُنيل
تُجاري البحار الزاخرات سماحة
ويجري فرات في يديك ونيل
جُبلت على الأخلاق والقيم العلا
وأعيا سواك الكسب والتحصيل
تقيا نقيا زاهدا طبت في الورى
فروعا وطابت في علاك أصول
رؤوفا رحيما محسنا متحننا
تواسي وترعى دائما وتعول
شجاعا كميا حيدريا مجاهدا
أبيا فما للضيم فيك قبول
خطابك في وجه الخطوب ملاحم
تهز المدى والقول منك يصول
اذا أنت حذرت العدو تطايروا
فرارا وأضحى للدروع جفول
فمن لم يمت منهم تلاشى وإنه
لمن قبل أن يلقى الوغى مقتول
لأن العدى تدري بأنك عندما
تقول فقبل القول أنت فعول
اذا قلت أزهقت الضلال وأينما
تَصُلْ قال ربي للملائك صولوا
وأنت فتى الهيجاء وابن كماتها
أخو الحرب خدن للزناد زميل
تدوس على الأخطار في كل معرك
وتثبت حيث الراسيات تزول
مهابا لديك الحرب تلقي سلاحها
ويرتجف الإرجاف والتهويل
تخافك أمريكا ومن في ولائها
وتبصر فيك الموت إسرائيل
وفيك يرى المستكبرون زوالهم
وظلك للمستضعفين ظليل
وتحمل همّ المسلمين وإنما
سواك على أكتافهم محمول
تعيش قضاياهم وإنك لو دروا
لفلك النجا والنور والتنويل
وأفدي على كفيك روحا حملتها
فداء لهذا الشعب حيث تصول
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين