ما إن يتم الإعلان عن فتح المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم وعلومه الشرعية وتنمية مهارات وقدرات الناشئة والشباب من الطلاب والطالبات الذهنية والإبداعية في مختلف صنوف الإبداع، من باب الحرص على استغلال فترة العطلة الصيفية وشغل أوقات فراغهم وتحصينهم من رفاق السوء ونوادي ومقاهي الإنترنيت ومجالس القات وغير ذلك من الآفات والمخاطر التي تتهددهم؛ حتى تتسابق قنوات العدوان وأبواقها الإعلامية على مهاجمة المراكز الصيفية والتحريض ضدها وشن حملة إعلامية مكثفة في قنواتهم الفضائية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي بهدف التشويش على هذه المركز وإثناء الأهالي عن الدفع بأولادهم للتسجيل والدراسة فيها، وتصويرها على أنها معسكرات للتدريب والتأهيل العسكري، وغيرها من الادعاءات الباطلة ؛ وكل ذلك من أجل حرمان الناشئة والشباب من فهم دينهم والتزود بما يفيدهم من العلوم والمعارف والمهارات.
والمضحك هنا أن هذه الأبواق ذاتها هي من تشرعن للمهفوف السعودي محمد بن سلمان فتح المراقص والملاهي الليلية والترويج للمجون والانحلال والتفسخ الأخلاقي تحت يافطة الانفتاح والترفيه ويبررون له تدنيس بلاد الحرمين الشريفين من خلال السماح بدخول اليهود إليها ، وهي ذات الأبواق التي تحجم عن مجرد الإشارة إلى المراكز الصيفية التي يقيمها كيان العدو الصهيوني للأطفال في فلسطين المحتلة والتي يغرسون في نفوسهم من خلالها الحقد والغل والكره ضد الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام والمسلمين وتحرضهم على العداء ضدهم وهم في سن مبكرة ، لينشأوا ويتربوا على ذلك ، وهنا تكمن الكارثة ، ويكمن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة الإسلامية والذي يجب أن تتكاتف الجهود وتتظافر من أجل مواجهته والتصدي له من خلال تربية الناشئة والشباب على قراءة القرآن وفهم وتدبر معانيه ، ليكونوا على مستوى عال من الوعي والبصيرة في المستقبل .
لقد أدرك الأعداء الأهمية التي تكتسبها وتمثلها المراكز الصيفية، ومن أجل ذلك عملوا على شن هذه الحملة الإعلامية التحريضية ضدها، والتي يديرها ويحرك بوصلتها اللوبي اليهودي داخل كيان العدو الصهيوني، وتنفذها وسائل إعلام تحالف البغي والعدوان والإجرام وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق بوتيرة عالية على مدار الساعة ، وهو ما يحتم علينا جميعا التحرك والتفاعل الجاد والمسؤول مع المراكز الصيفية من خلال التحشيد والحث على الالتحاق بها ، ولو من باب إغاضة الأعداء ؛ بخلاف المكاسب والثمار التي سيجنيها أولادنا منها ، وعلينا أن نكون أصحاب المبادرة أولادنا للدراسة فيها والاستفادة من برامجها الهادفة والتي في مقدمتها قراءة القرآن والعلوم الشرعية ، ليخرجوا في ختام العطلة الصيفية بثمرة وحصيلة نافعة يلمس الجميع أثرها .
بالمختصر المفيد، الله الله في الحشد والتعبئة لإنجاح المراكز الصيفية، الله الله في قهر الأعداء والتصدي لحملاتهم الإعلامية التحريضية ضدها، المسؤولية هنا جماعية، ولا ننسى بأن أولادنا فلذات أكبادنا أمانة سنسأل عنها يوم القيامة، وليكن شعارنا جميعا: معا من أجل إنجاح المراكز الصيفية، من أجل بناء جيل متسلح بثقافة وهدي القرآن، جيل متسلح بالإيمان والثقة بالله، جيل يحمل في داخله روح الجد والمثابرة والعزيمة والإصرار على بلوغ أعلى ذرى المجد، والإسهام في بناء الدولة اليمنية الحديثة.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.