ويحدثُ أن أفكّرَ في بلادي
فيأخذَني البكاءُ على انفرادِ
أحدّقُ في الدُّخانِ فلا أراها
وفي عيني الكثيرُ من الرّمادِ
أفتّشُ في المرايا عن وجوهٍ
"فتسلقُني بألسنةٍ حِدادِ"!
وأبحثُ داخلي عن أيّ شيءٍ
سيبعثُني صباحاً من رُقادي
فلا ألقى سوى صبحٍ شريدٍ
يسافرُ مُثخناً في كلّ وادِ
ولا ألقى سوى وطنٍ جريحٍ
تشظّى في الحواضرِ والبوادي
ولا ألقى سوى حُزنٍ ثقيلٍ
يزيدُ من انكساري واتّقادي
وأسألُ عن بلادٍ من نشيدٍ
وعن "مايو" عن اليمن الأُحادي؟!
وعن صنعاءَ وهي تمدُّ كفّـاً
لإخوتِها وما مدّوا الأيادي؟
وعن عدن الحبيبةِ وهي تغلي
بـمَن باعوا ثراها في المزادِ؟
أفكّرُ في الشمالِ وفي الجنوبِ
المُشظّى والمُسربلِ بالسّوادِ
أفكّرُ... ثمّ أجلسُ مثل طفلٍ
وأبكي بين شطرَيْ الفؤادِ
وتهمسُ بي القصيدةُ من بعيدٍ
توحّدنا بـنزْفٍ أو مدادِ
ويحدثُ أن أفكّرَ في بلادٍ
سوى بلدي؛ وصوتٌ ما يُنادي:
يـمـانـيّـاً خُلِقْتَ وسوف تفنى
يـمـانـيّـاً ولو كَـرِهَ الأعادي
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين