ما بثه الإعلام اليمني من مشاهد سابقة تُعرض لأول مرة للعربدة الأمريكية في اليمن يظهر لنا مدى السقوط الوقح الذي وقع فيه النظام البائد (النظام العفاشي)، الذي طالما تغنى بالحكمة والوطنية وبالسياسة التي جعلت الأمريكان لا يفكرون بالهجوم على اليمن تحت ذرائع الإرهاب وذلك من خلال تسليم قرار اليمن وسيادته للهيمنة العسكرية الأمريكية التي باتت تحَرّكاتها مدروسة وبخطى متسارعة وشهية كبيرة لالتهام اليمن بالطرق السليمة ودون ضجة إعلامية.
طائرات عسكرية ومدنية شبه يومية تهبطُ وبقوةٍ في مطار صنعاء وفي مدرج القاعدة العسكرية الجوية دون إيعاز أَو إنذار مُسبق أَو حتى طلب السماح بالهبوط كانتهاك صارخ للسيادة الوطنية، التي باتت مسلوبة القرار والإرادَة وكذا الإدارة التي كانت بمثابة أدَاة أمريكية تبطش تقتل وتعتقل من يعارض أفكارها وتوجّـهاتها والرافضة للتواجد الأمريكي تحت أي مسمى.
ما كان هذا ليحصل لولا الدناءة والحقارة التي كانت تكتسي النظام الفاسد من أعلى هرم بالسلطة إلى الدرجة الأدنى إلّا من رحم الله.
عسكريًّا كانت اليمن تابعة للوصاية الأمريكية دونما ضمير حي يتدخل أَو حتى يعارض توجّـه النظام الرامي إلى إسقاط اليمن تحت الهيمنة الأمريكية بعيدًا عن الشعارات الفضفاضة بألوان الوطنية الزائفة التي رأيناها كشعبٍ يمني من خلال التواجد الأمريكي القوي في الشأن الداخلي لليمن عسكريًّا وثقافيًّا ووطنياً واجتماعياً وحتى دينيّاً وتربوياً، كان الأمر يعود للسفارة الأمريكية لاختيار القادة والوزراء ومشايخ الدين.
وثائقي “السيطرة الأمريكية على اليمن” كشف جوانبَ كثيرة للهيمنة الأمريكية على اليمن والإشراف المباشر على تدريب الوحدات العسكرية وجرد الأسلحة ومحاولة معرفة تسليح الجيش اليمني وسط تباهي القيادات العسكرية آنذاك وافتخارها بالتقاط الصور التذكارية مع الخبراء الأمريكيين الذين سال لعاب مطامعهم تجاه اليمن أكثر، خَاصَّة مع التعامل الكبير الذي أسداه لهم الهالك عفاش حتى وصفوا الشعبَ اليمنيَّ وسطَ تصفيقٍ حارٍّ من العسكريين بأن اليمنَ محظوظٌ بامتلاكه رئيس جمهورية كعلي عفاش متجاوب ومتفهم لوضع الإرهاب العالمي.
وقاحة وسفاهة لم ترَ قط عيناي مثلَها، انبطاح يمني سابق من أعلى هرم بالسلطة إلى أسفله مقابل تزايد النفوذ الأمريكي في أدق التفاصيل التي تخص السيادة اليمنية، وليس من حق النظام السابق ولا غيره من الأنظمة البوح بمثل هذه الأشياء التي جعلت اليمن غابة يمتهنها الأمريكي كيفما يريد وسط تهافت المسؤولين والقادة العسكريين للتودد من السفارة الأمريكية كعملاء يسابق بعضهم الآخر ليفوز بالقرب من السفارة وكأنها البيت الآمن والركن الذي من اعتصم به نجا من السقوط.
ما خُفي أعظم وما سيُكشف في الأجزاء التالية من سلسلة وثائقي السيطرة ستكون أفظع وستعريّ النظام العفاشي بحاشيته وزبانيته.
فضائح ستطارد موتى النظام بلعنات الخزي والحسرات وستكون وصمة عار لموتى النظام ومن هم على قيد الحياة، خَاصَّةً من ستُظهر صورهم وتوددهم للأمريكان، وستحل لعنة الشعب اليمني على دارهم ما بقيت السماوات والأرض، وهي كذلك لمن يفتخر بحكمة ودهاء وسياسة الهالك عفاش ولا يزال يتغنى بإنجازاته.
نقول لهم هل كنتم على اطلاع ومعرفة بهكذا إنجازات التي جعلت زعيمكم المقبور لا يعرف متى ومن أين وكيف وصلت السفن العسكرية الأمريكية وحاملة الطائرة إلى عرض السواحل الغربية لليمن في محافظة الحديدة!!