دأب اليهود على اتباع الضلال والباطل وشغفت قلوبهم بحب الفساد في الأرض والافساد لعباد الله ولهذا نجدهم منبع كل باطل ومصدر كل ضلال ووراء كل جريمة وكلما تقدمت البشرية في العلوم النافعة والمفيدة يبرز اليهود ليدمروا هذه العلوم بأساليب شيطانية وما نراه اليوم من إشاعة الفاحشة ونشر الشذوذ بين البشرية لهو سلوك يهودي بامتياز وقد تناول القرآن الكريم في سياق الحديث عن نبي الله سليمان والعلوم والحضارات التي توفرت له وهو مالم يتحقق لأي بشر قبله ولكن هذه العلوم والحضارة دمرها اليهود عن طريق اتباعهم ما تتلو الشياطين وما يفرقون به بين المرء وزوجه وضاعت حضارة وعلوم هامة جداً بسبب اهتمام اليهود بالفساد والإفساد..
بل لقد حملوا على عواتقهم مهمة افساد الناس ونشر الضلال بين أوساطهم وسخروا في سبيل ذلك كل إمكانياتهم وقدراتهم حتى يضمنوا لأنفسهم السيطرة على العالم
لأنه متى ما ضل الناس وابتعدوا عن منهج الله سهل السيطرة عليهم بكل سهولة وبساطة وتمكن أهل الكتاب من التفرد بخيرات الأرض وكنوزها واستطاعوا تسخير الناس لخدمتهم واستخدامهم كأدوات رخيصة في تحقيق مصالحهم وحمايتها والمحافظة عليها وضمان استدامة علوهم وجبروتهم
ولهذا لم يكن غريبا أن يتبنى المجتمع الغربي المتأثر بالثقافة اليهودية نشر الانحلال الأخلاقي وتبني جريمة الشذوذ والعياذ بالله على كل المستويات الرسمية والشعبية وظهور الرئيس الأمريكي الحالي امام وسائل الإعلام ليعلن أن أمريكا مثلية (شاذة)..
رغبة عارمة في إضلال الناس
إن اليهود والنصارى عندما يتبنون جريمة الشذوذ وترويج الانحلال الأخلاقي إنما يفعلون ذلك بود كبير ورغبة عارمة في اضلال الناس وابعادهم عن نعمة الهداية فيعرضون أنفسهم بفعل ذلك البعد لغضب الله سبحانه وتعالى ونقمته وبهذا يخسرون توفيقه ورعايته قال تعالى { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة آية 109] وليس هناك مبرر لكل تلك الرغبة في نشر الضلال وإفساد الناس وإنما الدافع الحقيقي هو الحسد الكبير المتجذر في أعماقهم لأنهم يعلمون ويعون جيدا أن اتباع هدى الله سبحانه وتعالى هو من سيحول بينهم وبين ما يصبون إليه من استعباد الناس وقهرهم وإذلالهم لأن هدى الله هو سبيل الرفعة والعزة والكرامة في هذه الحياة قال تعالى{مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}[فاطر آية 10] وأن البعد عنه هو سبب رئيسي لضعة الإنسان وذلته واستكانته وهم من جربوا ذلك وذاقوا مرارة المخالفة لأنبياء الله عليهم السلام كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بَالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[البقرة آية 61] بل وصل الأمر بهم جراء عنادهم وفسادهم إلى أن يلعنهم الله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِّنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِيـنَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}[النساء آية52] كما لعنهم أيضا أنبياؤه الكرام لكثرة فسادهم وضلالهم وشدة تهاونهم بتوجيهات الله وبعدهم عنها وقلة اكتراثهم بما يقترفونه من ضلال ومنكر قال تعالى{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة آية 79]
خطورة الفساد ومساوئه
ولأن خطورة الفساد ومساوئه كبيرة وباهظة الثمن فقد حذر الله منه في كتابه الكريم وجعل عقوبته هي أكبر وأشنع عقوبة في تاريخ الجرائم البشرية قال تعالى { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[المائدة آية 33] كما أوصد أيضا أبواب الفساد وهدانا وعلمنا كيفية تجفيف منابعه وتطهير ساحتنا من المفسدين وفي مقدمة أولئك الضالين المضلين أهل الكتاب من اليهود والنصارى قال تعالى { وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ (64)}[المائدة آية 64] هذه القضية معروفة عنهم على مدى التاريخ فكل البشر يصيحون من فسادهم،ويضجون منهم حتى النصارى أنفسهم يصيحون من خبث اليهود وفسادهم ويعترفون بمدى التأثير الذي ألحقه اليهود بهم وجميع الناس يعترفون الآن بهذا في العالم فقد أصبحت القضية واضحة، خاصة من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
ومن يسعى في الأرض فساداً فهو يظلم نفسه، ويظلم عباد الله، ويظلم البشر جميعاً بدلا من أن تزكوا نفسه وتطهر بهدى الله سبحانه وتعالى، فيعيش إنسان مكرماً في هذه الدنيا – يعيش مع الفساد بنفسية مدنسةً، يعيش ذليلاً مهاناً محتقراً مظلوماً، بواسطة خبث نفسه وخبث ما حوله.
اليهود يدمرون الحياة البشرية
لأن فساد اليهود يتناول كثيراً من شؤون الحياة إضافة إلى فساد النفوس فهو لا يتوقف فقط على موضوع الإفساد الثقافي، بل يشمل ممتلكات الناس، وأموالهم وإهلاك الحرث والنسل، فهم يدمرون كل شيء تقريبا بفسادهم ولذا توعد الله المفسدين بغضبه وعقابه كما حذر من هذه النوعية الخبيثة ذات النزعة الشريرة نحو الفساد والتكبر قال تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}[البقرة آية 205] وهذه النفسيات الخبيثة لن تنتفع بهدى الله لأنها ترى فيه حاجز أمام تحقيق مطامعها ولهذا تنفر منه { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ}[البقرة آية 206]
واليهود هم أكبر شاهد على مصداقية هذه الآية الكريمة فهم من جندوا أنفسهم لحرب الله وأنبيائه حتى وصل بهم الحال إلى قتل أنبياء الله والتخلص منهم كما أوغلوا كثيرا في سفك الدماء المحرمة وخاصة التي لها صلة بهدى الله من أعلام الهدى والصالحين من عباد الله ولذا فهم أحوج إلى أن تقام عليهم عقوبة {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ}؛ ليرتدعوا عن قتل الناس، وعن إفسادهم فالله سبحانه وتعالى يريد الإصلاح لعباده، وأن يكون هناك في حياتهم استقرار، حفاظا على أنفسهم، ودمائهم، وأموالهم، وممتلكاتهم، وحفاظًا على واقع الحياة من حولهم.
ختاماً
لابد علينا جميعا من اليقظة والانتباه وأخذ الحيطة والحذر الشديد من أن نسمح لأنفسنا وأهلنا ومجتمعاتنا ونتغاضى ولو عن جزء بسيط جدا مما قد يتهاون البعض بتأثيره من تلك الحرب التي يوجهها الأعداء إلينا كشعوب مسلمة ومقاومة لأنه كما يقول أحد الشعراء
كل المصائب مبداها من النـظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس و لا وتر
والمرؤ ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد مقوف على الخطر
ولهذا أيه الأخوة الأجلاء يحذرنا أعلام الهدى من مغبة التهاون واللامبالاة إذ يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه ((إذا ما انتبهنا إلى الأشياء هذه إذا ما حملنا روح الاهتمام الحقيقي إذا لم نحاول أن نحارب الفساد, مثل الدشات هذه كما قلنا: الدش نفسه عندما تفسد ابنك ستـطلع ابنك جندي إسرائيلي, يخـدم إسرائيل, لـم تعد قضية سهلة – فسادك الآن يحولك إلى جندي تخدم إسرائيل, ومصالح إسرائيل, زوجتك, بنتك تتحول نفس الشيء بإفسادها إلى امرأة تخدم بفسادها النفسي إسرائيل؛ لأن هذه المرأة عندما تفسد في يوم من الأيام وأنت ابنها ثم تنطلق أنت تريد أن تعمل عمل معيّن أو تقول كلمة قاسيه ستأتي تقول: بطّل ما لك حاجه…. تُهدِّئ أعصابك وتحاول تشكل من نفسها عائقاً أمامك سواء زوجتك أو أمك أو أي واحدة من أقاربك وكذلك أولادك))
*نقلا عن : موقع أنصار الله