أرى أمة في اليم ألقت بنفسها
من الطيش واستعصت على سفن النجا

فلما تردت شمر الموج ساقه
فأصبح طوفانا من الشر أهوجا

يثقفها هرج الظلام ثقافة
أجاجا بها لج الضلال تلجلجا

يقول لها هذا هو الدين فاسمعي
ولا تطلبي من وطأة الموج مخرجا

وهذا قضاء الله قدّره بأن
تطيعوا ولي الأمر مهما عصى الحجا

ومن ههنا أسلافكم طلبوا الهدى
على سنتي كم سالف قد تموجا

فقولوا لأهل( الفلك)من يلق نفسه
الى قبضة الموج العنيف فقد نجا

وإن ظل فيها فهو لاشك كافر
أعدوا له حربا ونارا تأججا

وفلك النجا تمضي وقد رسمت لها
سفينة نوح في الغطمطم منهجا

لإنقاذهم تسعى بجد ولم تزل
إليها تناديهم وفي حلقها شجى

وهم حسبما قد ثقفوا يحسبونها
عدوًّا أتى من خارج الكون مزعجا

فهم لركوب الموج يدعون أهلها
فأي فريق منهما فاز بالنجا !!

أرى أمة عمياء توحش صبحها
وتأنس بالليل البهيم اذا دجى

أرى أمة ما غير الدهر خطوها
وقد فاتها من كان بالأمس أعرجا

ترى الظل معوجا فتنسب ما به
إلى الشمس تأبى أن ترى العود أعوجا

نزا كل طاغوت عليها فأصبحت
مدجنة للظلم مهما تهيجا

ممزقة أرضًا ودينًا ودولة
فكل على حسب الهوى قد تمنهجا

لها جسد قد كان بالأمس واحدًا
قويًّا أبيًّا شامخا متبلجا

ففي كل وادٍ منه عضوٌ مهشمٌ
بفعل العدا إذ كل عضو تخلجا

أرى أمة في كفها النفط كله
وفي بطنها القحط الفضيع تشنجا

أرى أمة في قبضة الذئب أمرها
مذبذبة بين المخافة والرجا

أرى أمة في اسم الإشارة فرطت
وكل مصاب من هنالك أُنتجا

يفاجئها الأمريك .. (هذا) وليكم
فترضى به عجلًا يخور مبرمجا

وقد قال رب العرش(هذا) فأعرضت
وصار اختيار الله فيها ممجمجا

وقام رسول الله فيها مبلغا
عن الله نصا بالولاية أبلجا

فمن كنت مولاه ف(هذا ) وليه
عليٌ وما أسمى عليا وأوشجا

وما من حديث مثله قد تواترت
رواياته حتى جلا وتوهجا

فلا قدست من أمة بعده غوت
وصارت ترى نص الولاية محرجا

ولو أنها والت عليا لزادها
علوا وأحياها أعز وأفلجا

وإذ غدرت بعد الغدير وإنها
إذ انحرفت باب الهداية أُرتجا

وأصبح مولاها علي بسيفها
قتيلا بمحراب الصلاة مضرجا

وصار الحسين ابن النبي مضرجا
وصار الدعي بن الدعي متوجا

أرى أمة قد أُشربت في قلوبها
عجولا بهم ليل الضلالات قد سجى

وقد دُجنت عبر العصور فحكمها
لذلك في حكم المباحات أدرجا

الى أن غدت تحت اليهود ذليلة
تسارع فيهم بالولاء تَدَحرُجا

ترى علج أمريكا يهين ملوكها
كبعل نشوز بالملوك تزوجا

فهم من يقول اليوم هذا وليكم
لكل عميل تحتهم قد تفحجا

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين