عفا الله عن صولجان اليزيد

يقبّل ثغر الحسين الشهيد
وعن سهم حرملة المستكين

لنبض يشق اليه الوريد
وعن كل سيف بكى صارما

يبارز بالعفو بأس الحديد
عفا الله عنها ومارمت عفوا

عن الحي من كائنات الجمود
هنالك حيث انحنوا ركّعا

وباتوا لعبد البغايا سجود
امير يلاعب كلبا وقردا

ويكشف سوءته لليهود
ينوح لأشياخه يوم بدر

ويبكي عليهم يكاء الفقيد
* * *
عيون ملائك رب السماء

تزف الحسين الى كربلاء
روتها من المصطفى دمعة

ومن سبطه الطهر فيض الدماء
هي الطف تروي حديث المنايا

وتعزف للكون لحن الفناء
هي الطف تذبل فيها الشفاه

وتذوي عليها القلوب الظماء
يطوف عليها نسيم الربيع

وتعصف فيها رياح الشتاء
هي الطف كانت على موعد

مع المجد تحدوه روح الفداء
ومازلت المح فيها الرضيع

يكفكف أوجاعه بالبكاء
يناغي فؤاد أبيه الكليم

ويرضع خنصره في حياء
ويلعن كل يد حرّمت

عليه الرضاعة من ثدي ماء
فأين الذي جاءهم في الكتاب

وأوصى به سيد الانبياء
وأين مودة اهل الكساء

وقد نبذوا اهله في العراء
ولو أنطق الله أحقادهم

لصاحت من القوم انّا براء
* * *
أرى الشمس فوق رؤوس الرماح

تزف الى الكون فوج الصباح
وتكتب فوق رمال الطفوف

صراخ الدماء وصمت الجراح
وترسم وجه الفرات الشحوب

على صفحة من مرايا البطاح
ليبحر فوق محيط الرمال

أثيرا يصارع موج الرياح
وزينب تصرخ ..واحرقتاه

وتسبل في الخد دمعا قراح
هنالك صوت الحسين ينادي

الا ياأخية كفّي النواح
ولا تندبيني ولا تحزني

ولا تخفضي للمآسي جناح
حنانيك ياسيد الثائرين

حنانيك ياابن الرسول الأمين
حنانيك حين يطوف الزمان

بذكراك في كل وقت وحين
حنانيك ياعلم الأتقياء

حنانيك ياقدوة الصابرين
سأبكيك ياسيدي ماحييت

ويبكي عليك فؤادي الحزين
سأبكيك حيا ومازلت حيا

تشع دروبك للسالكين
سلام عليك امام الهدى

وياراية الحق للمؤمنين

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين