لم تعد الإساءات السافرة والآثمة للقرآن الكريم التي تنفذها الحكومات الغربية منفصلة عما بات يحدث في الغرب الكافر من انسلاخ وانحراف وانحطاط وضعة وشذوذ، بل هي أمور متصلة ببعضها، ولا هذه الإساءات والسقوط والتردي والانحطاط حكرا على السويد التي تكرر هذه الإساءات وتتبنى الشذوذ أيضا، فكل الحكومات الغربية وأمريكا تنحو هذا المسار الآثم والمسيء إلى الله سبحانه وتعالى، ذلك لأنما نشاهده من حكومات ودول ورؤساء ومنظومات دولية ليست في حقيقتها إلا ذيولا لمستعمر خفي هو اللوبي الصهيوني الذي بات متحكما بهذه الذيول الساقطة.
وبالطبع لم تصل أمة ولم يصل قوم إلى ما وصل إليه الغرب الكافر من انجراف نحو الرذيلة الماحقة والساحقة، ولم يبالغ قوم في الإساءة إلى الله، والتعدي على حرماته ومقدساته كما يفعل الغرب الكافر، ويضيف إلى جريمته تلك أنه يلبس رذيلته وفواحش السوء بالقيم الإنسانية – ويلبس آثامه بالإساءة إلى القرآن الكريم – بالحق في التعبير، إنهم شياطين بما يفعلون.
واقع الغرب الكافر الذي نشاهده اليوم يقودنا إلى ما أسمي بالحضارة الغربية التي نهضت بعد الحروب الملايينية التي شهدتها أوروبا والإبادات التي حدثت في أمريكا، والواقع يكشف أن الحضارة الغربية كذبة سوقت وروجت بهدف الانشداد إلى الغربيين ليس إلا، وهي في الواقع كذبة، وشعارات وتلبيس للدعارة والشذوذ في شكل عناوين وشعارات كثيرة.
فقد رأينا الحرية التي روجها الغرب الكافر وهي تتجلى في الرسوم الكاريكاتورية والإساءات الغربية إلى خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، باسم حرية التعبير، مع منع النساء في فرنسا من الحجاب ومن حقهن الأساسي في العفة والاحتشام، ومع منع أي رسمة أو كلمة واحدة تشكك في المحرقة أو ما يسمى بالهولوكست، ولكن باسم حرية التعبير والرأي والصحافة والديموقراطية الغربية يسمح بالإساءة إلى نبي الله محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله ، فأي حرية وديمقراطية هذه؟.
دول الاتحاد الأوروبي كاملة تعتمد قانونا موحدا يوجب تعقب أي مفكر أو كاتب يشكك في محرقة الهولوكست أو يقول شيئا فيها، فهي لاحقت المفكر روجيه غارودي بتهمة إنكار الهولوكوست، فقط لأنه طالب بمراجعة التاريخ، وغير مسموح لدى الغرب الكافر الدعوة إلى مراجعة التاريخ في هذه القضايا مثلا!.
الملحد البريطاني سلمان رشدي منحته ملكة بريطانيا وسام الفارس ووصفته الدول الغربية كلها بأنه رمز لحرية التعبير، فقط لأنه كتب جملة كتابات أساء فيها إلى الله جل وعلا، وإلى رسول الله محمد صلوات ربي عليه وآله، وإلى القرآن الكريم، في المقابل أحضرت المحاكم النمساوية المؤرخ «ديفيد أرفينغ»، بالقوة مكبل اليدين وحكمت عليه بالسجن، فقط لأنه قدم حقيقة تاريخية حول الهولوكوست أو ما يسمى بالمحرقة النازية.
حرية التعبير يتذرع بها الغرب الكافر اليوم حينما يتم إحراق القرآن الكريم، لكن حرية التعبير تنتزع من رأس المرأة التي تريد ستر نفسها في جامعات فرنسا، حرية التعبير تتذرع بها السويد حينما تتمادى في ارتكاب جريمتها بإحراق نسخ من المصحف الشريف، لكنها تمارس أبشع أشكال الانتهاكات في الدنيا كلها، حين تسرق الأطفال من أحضان أمهاتهم وآبائهم، وتقوم بتسليمهم إلى الشواذ المثليين ليصبحوا أبناء الشواذ الذين لا يحملون في بطونهم أطفالاً!.
الغرب الكافر الذي يدوش السماء بعناوين الإنسانية والاعتدال، يمارس حقدا موحشا بحق المسلمين حينما يسيء إلى نبي الله والإسلام محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، ويسيء إلى كتاب الله وفي عيد الأضحى المبارك ليستفز كافة المسلمين، حقدا وكرها لهم، بل ويحقد على الأطفال المسلمين، ولهذا نجد أمهات من سوريا ومن دول إسلامية يقمن في السويد وفي الدنمارك تذرف أعينهن دما بعدما نهبت الحكومات الغربية أطفالهن من أحضانهن وسلموهم إلى أبناء الخطيئة الشواذ المثليين!.
اليوم يروج الغرب الكافر لفاحشة الشذوذ والمثلية، تحت شعار «الحريات الشخصية والمدنية»، والمعنى استباحة الكرامة الإنسانية بإتيان الرجال شهوة من دون النساء، في صورة مقززة تبعث على القرف والغثيان، هذا الترويج يأتي بعدما روج الغرب الكافر طويلا لحرية المرأة التي حوّل من خلالها النساء إلى سلع يستخدمن للدعارة والدعاية والتسلية والمجون وخلعهن من لباسهن ومن فطرتهن، وجعلهن مجرد رخيصات والحال واضح في بلاد الغرب.
ديموقراطية الغرب في نهب ثروات الشعوب وفي التعامل مع اللاجئين والمهاجرين وفي الفظاعات التي يرتكبها الغرب في أصقاع الدنيا في أفريقيا وغيرها، ديمقراطية الغرب فيما يرتكب من جرائم ضد النساء باستغلالهن في تجارة الأجساد، حريات الغرب في إصدار قوانين لتنظيم زواج المرأة من الكلاب أو من الحيوانات، وفي تعدد الأزواج للمرأة الوحدة، وفي تنظيم العلاقات المتعددة، أي أن يكون كلب أو كلبان أو ثلاثة في البيت الواحد مع المرأة الواحدة، وكل ذلك باسم الحرية الشخصية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
هذه الديمقراطية الكاذبة تنتهي عند من يواجه هذا المحق والسحق والتردي والانحلال والسقوط والشذوذ، أو يتصدى للإساءات المتكررة لمقدسات الله وأنبيائه وكتابه الكريم.
فمثلا هددت المجالس البلدية الدنماركية بأنها سترمي خارج السكن كل عائلة شارك أي من أبنائها في أعمال الشغب التي شهدتها الدنمارك احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، أين الحرية إذن إذا كان هؤلاء فقط شاركوا في مظاهرات؟!
الغرب الكافر بات مدينة وحلة بالشهوات والفظائع والانحطاط والكلاب والجنس مع الحيوانات والشذوذ وغيرها، مجتمع مقزز وحكومات شاذة ومدن لا تنتشر فيها إلا روائح الدعارة والشذوذ والفواحش والخمور والمخدرات، من يشرف أن تبقى له علاقات مع هذه المدن والحكومات المقززة، وحتى المنتجات الغربية باتت مقززة وتثير القرف، فمثلا قبل أسابيع نشر خبر بأن أمريكا بدأت بإضافة حشرات قالت إنها نافعة إلى القمح الأمريكي، يريدونا أن نأكل من حشراتهم ونشتم من روائحهم النتنة، ونتحول إلى كلاب كما هو حالهم تنبح في الشوارع…عجبا لمن يتمسك بعلاقات دبلوماسية أو صداقات مع هؤلاء المسوخ الشيطانية!.