عبدالمجيد عزيز
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
بحث

  
احذروا المتسلق باسم الدين
بقلم/ عبدالمجيد عزيز
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الأحد 23 يوليو-تموز 2023 09:22 م


تعاملت في حياتي مع الكثير من أصناف البشر، لكن لم أجد من يستحق النبذ والازدراء، أكثر مما يستحقه من يتظاهر بالعلم والدين وهو بعيد كل البعد عنه،
فإذا كنا نرى الكذب والتكبر ظاهرة سلبية حين يمارسها العامي أو العلماني، فإن الأسوأ والأخطر من ذلك حين يتلبس الكاذب والمتكبر والمتغطرس ثياب العلم والدين والتقوى.
وإذا كنت ممن ينكر التسلق وكثيرا ما هاجمت المتسلقين في ساحات السياسة، فالأولى والأجدر بي مهاجمة المتسلقين على أسوار العلم والتدين.
إن التلبس والتمظهر الكاذب حالة احتيال قديمة وليست جديدة، ولم تقتصر يوما على دين معين ولا شريحة معينة، بل هي حالة يمارسها ضعاف التربية والنفوس في كل الأماكن.
لكن حين نجدها في ساحة العمل الديني فتلك الكارثة، وخصوصا ممن يدعي أنه يحمل منهج الإسلام ويرشد الناس إليه، والذي يجب عليه أن يحمله ويترجمه بسلوكه وتصرفاته، ويحوِّله إلى واقع عملي ملموس، بالصدق والتسامح وسمو الأخلاق، لا أن يحدث الناس عنه بفمه، ليبصقه ويدوسه بواقعه وأخلاقه الجاهلية المنحطة.
إنها المصيبة، عندما يصدق الكاذب نفسه فيعيش حالة انفصام يتنقل فيها بكل مرونة بين شخصيتيه المتناقضتين يصلي إلى جوارك صلاة الظهر ثم يلعنك ويكذب عليك قبل صلاة العصر، ويطرد طالبا ويحلف يمينا كاذبة قبل صلاة المغرب، ويستهزئ بزميل له بعد صلاة المغرب، ثم يعتلي المنبر بعد العشاء ليلقي موعظة عن الصدق والتواضع وحسن الخلق...
فأي مصيبة على أي جماعة أعظم من هذه..!
أي مصيبة أعظم من تموضع المتسلقين في أماكن حساسة!
إني لا ألوم المتسلق في تسلقه، ولا قليل الأخلاق في قلة أخلاقه، فهذا ديدنه وطبعه، بل أعاتب من ركنوا إليه وصدقوه، ومكنوه، وأعاتب أيضاً من يكتشفون مثل هذه الحالات، ولا يحذرون منها.
وأقولها مرات ومرات:
احذروا المتسلق العادي مرة!
واحذروا المتسلق باسم الدين ألف مرة!
لأنه يجيد التمثيل ولسانه مذخر بالكلام المنمق المعسول وجاهز لصنع لوحة قد تبدو جميلة، فيصدقه الضحية ويركن الأجواد إليه ويمكنونه من الأعمال الهامة وهم لم يكتشفوا بعد أن لوحته تلك ليست بأكثر من سراب تخفي خلفها خواء مرعبا، ونفسا صحراوية مجدبة تعاني قلة الدين والأخلاق..
ولا حول ولا قوة إلا بالله...
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن مراد
على مشارف نهاية العالم
عبدالرحمن مراد
وديع العبسي
الإسلام فوبيا من جديد
وديع العبسي
عبدالمنان السنبلي
منعُ الاختلاط.. قرارٌ تأخَّر كَثيراً
عبدالمنان السنبلي
عبدالحافظ معجب
لا حرب ولا سلم لا مطلقة ولا منفقة
عبدالحافظ معجب
خالد العراسي
أين نحن من القادم؟
خالد العراسي
د.أشرف الكبسي
لا مبرر ل«الفصل»
د.أشرف الكبسي
المزيد