يجري الحديث عن إعادة الدنبوع إلى الرئاسة بدلا من العليمي ومجلس القيادة الرئاسي لفترة مؤقتة، مع إجراءات أخرى.
إن تم ذلك فاعلموا أن هناك وثائق واتفاقيات يجب أن يوقعها الرئيس الذي يعتبره المجتمع الدولي «شرعي»؛ لأن خطوات وإجراءات تشكيل ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي» ليس قانونياً، ومخالف للدستور اليمني.
وبغض النظر عن أن الدنبوع نفسه فقد شرعيته دستورياً أكثر من أربع مرات منذ الاستقالة إلى الإقالة؛ إلا أن السؤال هو: ما هي الاتفاقيات التي يريدون شرعنتها؟
هل هي خاصة بالاستكشافات النفطية والاستثمارات النهبوية والقواعد العسكرية وحماية الملاحة الدولية، حد تعبيرهم، وما إلى ذلك مما يحدث في المناطق المحتلة، بحيث يبقى الوضع على ما هو عليه ونستمر في حالة عزلة ومحرومين من ثرواتنا ومنافذنا ومقومات الاقتصاد الوطني؟ أم أن الموضوع يخص اتفاقيات سلام شامل والمفاوضات توسعت ولم تقتصر على الميناء والمطار والمرتبات والأسرى؟
صحيح أن ما يخص السلام سيكون التوقيع بين الأنصار وشركائهم كطرف وتحالف العدوان كطرف آخر؛ لكن ذلك فيما يخص التعويضات وإعادة الإعمار وجبر الضرر وتأمين الحدود وأمور أخرى؛ إلا أن هناك أشياء داخلية ستشمل الطرف الآخر كواجهة وصورة شكلية فقط.
يجب أن يكون لحكومتنا تواصل مع الشخصيات الفاعلة، فقد كنا السباقين لمد أيدينا نحو التصالح والتسامح والعفو؛ إلا أن ذلك اقتصر على عودة أشخاص لا ثقل لهم وغالبا مشكوك في أمرهم، حتى أنه ذات مرة غادر مجموعة من صنعاء ببطاقات عسكرية مزورة ووصلوا مأرب على أساس أنهم منضمون لـ«شرعيتهم الدنبوعية»، وهناك اعتمدوا لهم مرتبات وترقيات وصرفوا لهم بطاقات عسكرية جديدة ثم عادوا إلى هنا كعائدين إلى حضن الوطن، والآن يستلمون مرتبات شهرية كبقية العائدين وأشياء ما كانت لتنطلي على طفل، وانطلت على المعنيين عمدا لإثقال كاهل الحكومة وفي إطار تنفير وتطفيش المخلصين.
عموماً، نأمل التحرك الجاد في ملف المصالحة الوطنية، مع العلم أن هناك من يجدر بكم مد اليد إليهم ليس للمعونة وإنما للتكاتف والتفاهم والالتقاء، وقبل هذا يجب احتواء كافة أبناء المحافظات الجنوبية الموجودين في مناطقنا، لاسيما المؤهلين منهم والمناهضين للعدوان والمخلصين، وهم واضحون وبارزون ومعروفون.
هناك ثلاثة أطراف في المناطق المحتلة وأخرى ما زالت لم تدخل ضمن السياق الحكومي بشكل رسمي، وأخرى أيضاً لم تدخل ضمن عباءة تحالف الشر، لكنها برزت مؤخراً، والأنصار وشركاؤهم طرف واحد، إضافة إلى أن الواقع العسكري أثبت أن طرف صنعاء عصي على الانكسار، وفي المقابل أطرافهم هشة، وتتقاتل فيما بينها البين لأتفه الأسباب، جمعتهم المصالح وتفرقهم المصالح، بدليل ما يحدث اليوم في مأرب وتعز وشبوة و... و... و...
الخلاصة، هناك تحركات سياسية دبلوماسية دؤوبة دولية ومحلية وإقليمية يجب أن تتم للخروج من عنق الزجاجة بشكل مشرف ودون إحداث أي انتقاص في السيادة التي كانت معدومة سابقا، وللوصول إلى الهدف الأسمى والأهم، وهو استقلال اليمن وإلغاء التبعية.
* نقلا عن : لا ميديا