يا إخوتنا رواد الفكر ومحاوليه، لا تشككوا الناس في دينهم ومعتقداتهم دون غطاء، مهما كانت الملاحظات، ولا تنزعوا عنهم ما بقي من قشور دين تحمي أرواحهم من التصدع والانهيار، بعد أن تلوث الواقع وتشظى حد الهزيمة، وخذلهم كل شيء، وإذ لا ناصر لهم ولا معين!
ما جدوى ما تفعلونه؟! وأين بدائلكم ومشاريعكم الفكرية النهضوية الشاملة التي تخلق الوعي أو تحرك الراكد أو تعطي ما تبثونه من الأفكار قيمة أو معنى أو فرصة للبناء عليها؟!
لا تقولوا إن ما تفعلونه منبهات للصحو ومحفزات للوعي ضرورية تروم خلق التحولات كما حدث في أوروبا وأماكن أخرى من العالم؛ فذاك وَهْمٌ مبين، لاختلاف البيئات والثقافات، ولقصور المنهج، ولتناقض الوسائل والأدوات بشكل جذري.
وصدقاً، إن ما تحققه إثاراتكم وبلبلاتكم ومحاولاتكم لهدم عقائد الأمة ومسلماتها يتم بلا بصيرة ويفتقر للحكمة، ولن يفضي إلا إلى مزيد من تشوش الناس وتصدع ذواتهم وانغلاق كل الآفاق والآمال أمامهم، وسوقهم للعدمية أو التطرف الديني، أو جولات حادة من التيه والضياع!نعم، تفلح مشاريع التنبيه والتقييم -وحتى الهدم- لبنية الموروث والبنى الفكرية وحتى الدينية؛ لكن حين تكون وفق رؤية فكرية ناضجة وشاملة مدروسة، وضمن برامج وبدائل وتحولات قادرة أو ممكنة. أما تسويق التشكيك منفرداً، والهدم عارياً، ونسف ثوابت الناس وعقائدهم مرة واحدة، ودون مشروع إعادة بناء أو بديل ممكن، ففعل مراهق أو واهم أو من فعل العاملين ضمن مخططات الشياطين ولا نحسبكم منهم!
فرفقاً بكم وبناسكم! لا بد من ترتيب أولوياتنا جميعاً، وترتيب المخاطر، والوقوف على المهم والأهم من واجباتنا والتزاماتنا الإنسانية والفكرة والوطنية.
قولوا خيراً أو اصمتوا، حتى يحين الوقت وتكتمل الأدوات، والله المعين ولن يتركم أعمالكم!
وأخيرا: أنتم إخوتنا ونحن إخوتكم، نحن منكم وأنتم منا، فتعالوا إلى كلمة سواء، تبني وتعمر، تنفع الناس والحياة وتمكث في الأرض... والله المستعان!
* نقلا عن : لا ميديا