أبَينَك أمْ بَيني حصيدٌ ومرصدُ
لِبَينِكَ مِن بَينِي العَواذلُ رَصَّد

أبَنتَ لنا عند النهار هلالها
وللشمس في ليل الهجوع الترصُّد

ونعكس مانلقاه مشكاةَ شامس
لنرسُمَ لوح الوصل نارًا توَقَّد

ولا ضيرَ مِن صُهيونَ أو أدواتها
ولا في مُرْدُخَايَاها العروبةُ تَقصِد

لعل وقِيدَ النار رمضاءُ لاهب
وحسَّ جواسيسِ العداوة يُوصَد

عَسَسنا فلمْ نلبثْ يُقُوظًا كأننا
رقدنا بعينِ الذئبِ لمّا تجنَّدوا

وخُضنا جِدالًا بالصَّواريخِ علَّنا
نُرِيهِم ببأسِ اللِه أو نتَصيَّد

ومِنْ عَجَبٍ عَنْ يَعرُبِيٍ مُهَوَّدٍ
مِنَ العِرقِ مُندَسٍ لقومٍ تَعَربَدوا

وخائنُ شَعبٍ بَاعَ دِينًا بِدرهمٍ
وأهلٍ وأوطانٍ لشُعثٍ تَهوَّدوا

فلا صارَ بُوذِيًا ولا عادَ مُسلمًا
ولا يَعرُبِيًا فيْ يَهُودٍ تَقَرَّدوا

أيامِصرَ لِمْ غَادرْتِ وَصلِي أسِيفةً
كأنِّيَ مِن جُرمِ الكرامةِ مُنجِد

وياشطريَ النَّائيَّ بُعدًا لِمعشَرٍ
تمنَّوا هلاكي فاستطالوا وزيَّدوا

ويامغربيْ أنَّىٰ تَفَرنَسْتَ بعدما
تحَرَّرتَ مِن غَلوائِهم يوم صفَّدوا

وأورَثتَنا سُوءَ الكتابِ مَنيةً
كأنَّا مَواتاً مااهتدَينا ولا هُدوا

ظنَنْنَّا وكان الظنُ حُسنًا لأننا
خَبرنا أصُولَ الناسِ فيما تكبَّدوا

ومَا كابَدَتنا في المعاليْ نفُوسُنا
ولا طيرُ شُؤمٍ جَاءنا يومَ حَرَّدوا

أيَغدُونَ في ثوبِِ المخازي كَرامَةً
لِصُهيونَ مِن أعرابِنا ماتَحَمَّدوا

وَقَفنا شُموخًا والصَّواريخُ فَوقَنا
وفي الجَوِّ قَصفٌ للمباني تُهَدد

وفي البَحرِ مِن أسطولِهم ألفُ قطعةٍ
وألفٌ مِنَ المارينز فيها تمَدَّدوا

فهل مانَعَتنَا تلكمُ عن نِضالنا
ولمّا لتَعرِيهمْ كشَفنا فلبَّدوا

مَعَ اللهِ مَسرانا لِمَسرىٰ مُحمَّدٍ
وللقدسِ جَنَّدنا، وللخزي جَنَّدوا

أحقَّ بهذا الفَخرِ من كان مؤمنا
تُؤيِّدُه الأفعالُ والحقُّ يَشهد

فأيُّ اجتِياحٍ يأمَلونَ لِقَتلنا
وهُمْ في حُصُونِ الخوفِ والخوفُ يَرعُد

هُراءٌ يبثُّونَ الأماني لشَعبِهم
ولمْ يَطمئِنُّوا لا ولا هُمْ تَسنَّدوا

خذُوا من جَبينِ الدَّهرِ صُورةَ حازمٍ
يُلبِّي نداءَ الحَقِّ جَهرا فَيَصعَد

على آلةِ الأعداءِ صِرنا وفَوقَها
لنحرقَ أعصابَ البُغاةِ ونَسجُد

فللهِ شُكرا مَاتَلَونا كِتابَه
وللهِ حَمدا نَستَزيدُ ونَعبُد

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين