ولقَدْ دَسَسْتُ السُّمَّ في عَسَل المُنىٰ
فَهَزَمتُ بالعَسَل السَّمُومِ جَنابي

ياحَضرَتي أخبِرْ دَواةَ دَفاتري
عن مَوعِدي لمَّا كتَبتُ إيابي

وَتوَلَّني بالحُسنِ عِندَ عَشِيرتي
واعزمْ فدَيتُك كي يَصحَّ جوابي

وادفَعْ بما أوتِيتَ مِن بأسٍ إذا
شاهَدتَ رَدَّهُمُ لِغَير صَوابي

وانثُرْ رُمَيلاتٍ على أكتَافِهم
ورُؤوسِهم، والزمْكَ في السِّرداب

لاتُخبرِ الأجيالَ عن عَرَب الخنىٰ
وخَنافِسِ اللاَّعزِّ والأعراب

عن غَزَّةٍ فانظِمْ فَديتُك رِحلةً
أبكتْكَ واذكرْ قصَّةَ استِقطابي

كمْ للمُهروِلِ في نَفِيرِ جَهنَّمٍ
يَشقىٰ ويُردِي نفسَه لِعذاب

ويرىٰ الحَقائقَ قدْ تجَلَّتْ للورى
هوَ لمْ يزَلْ في عَالم الدُّولاب

لمْ ينْتبِهْ ويَظلُّ ضَالاً رَغمَ ما
فَضحَ الجَرائمَ قَيِّمُ الكُتَّاب

فعشَىٰ عنِ البصَرِ اللبِيبُ بِغيِّهِ
واستَعذبَ الإذلالَ بالإرهَاب

وهَنَتْ عُرُوبةُ من تَنَحَّىٰ جَانبا
أمُحايدٌ والغَزوُ قابَ الباب؟

أمْ مَيِّتٌ سَرقَتهُ سِكِّينُ الغوىٰ
واللهوُ والمُوسَادُ دُون حِساب

ياغزةُ العزِّ المُقاوِمِ جَحفَلاً
دُوَلاً وأحزابا رِعَاعَ النَّاب

وتَرينَ أمَّتنا السَّليبةَ لم تَعُدْ
عَربِيَّةَ التَّمكِينِ بالأسباب

مِليَارُنا أوهَىٰ لِصَدِّ دُوَيلةٍ
مُحتَلةٍ، للنَّاظرِ المُتَغابي

قدْ دَجَّنوهُم مُنذُ قَرنٍ رُبَّما
وتجَنَّسُوا جِنسِيَّةَ الكذَّاب

هُم أعرَبُوا عن رَأيِهِم في ذِلَّةٍ
يابئسَ رأيِ مَليحَةِ الأهداب

هُم جَنَّدُوهُم دُونَ وَعيٍ كيفَما
وَصَلوا، فَحَقَّتْ لعَنةُ العَرَّاب

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين