|
غزة العظمى تهزم "إسرائيل"
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: 7 أشهر و 14 يوماً الإثنين 22 إبريل-نيسان 2024 07:46 م
السياسية: تقرير|| صادق سريع ||
"لقد هُزمت "إسرائيل" هزيمة كاملة".. لم يقل هذه الكلمات يحيى السنوار، ولا الناطق الرسمي لحركة حماس، ولا محلل سياسي يشتاط غضباً ضد "إسرائيل"، ولا مواطن عربي ثائر يحترق داخله من هول ما يرى في غزة من جرائم أيقظت ضمائر الموتى دون الأحياء في هذا العالم، الذي لا يملك من الإنسانية إلا اسمها، بل قالها الصحفي العبري حاييم ليفنسون.
وتحت عنوان "قول ما لا يمكن قوله".. يقول الصحفي الصهيوني، حاييم ليفنسون، في مقال مطول نُشر على صفحات صحيفة "هآرتس" الشهيرة: "ستظل هزيمة "إسرائيل" مؤلمة لسنوات قادمة، ولن يختفي نبذ المجتمع الدولي لها، ولن يعود الأسرى".
وفي عقيدة ليفنسون يجب أن تقال الحقيقة: "لقد خسرت "إسرائيل" حرب غزة.. بعد نصف عام، كان من الممكن أن يكون وضعنا أفضل تماماً، لكننا وقعنا رهائن لأسوأ قيادة في التاريخ.. لقد تعرّضت مكانتنا الدولية لضربات قوية، كشفت ضعفنا للخارج".
والحديث ما يزال للمخضرم ليفنسون: "لقد نجحنا سنوات في خداعهم، ما جعلنا نعتقد أننا أقوياء نمتلك جيشا قويا.. لكن في الحقيقة، نحن قوّة جويّة فقط، وذلك بشرط أن نستيقظ في الوقت المناسب".
ليفنسون يوجز حديثه بالقول: "لقد خسرنا، ولن نقضي على حماس، ولن نعيد الأسرى، ولن يعود الأمن، فنحن بحاجة إلى التعوّد على الحياة الجديدة، بعد أن أصبحت أقل أمانا مُنذ 7 أكتوبر".
في سياق مسلسل الإقرار بهزيمة "إسرائيل" في حرب غزة، يسرد ساسة وعسكر وإعلاميو الكيان الصهيوني سلسلة من الاعترافات، فها هو وزير العدل "الإسرائيلي" السابق، حاييم رامون، يقر بالهزيمة لصحيفة "معاريف" العبرية، قائلاً: "الحرب انتهت بهزيمة استراتيجية لـ"إسرائيل"، ولم تحقق أهدافها، وعلى رئيس الأركان تقديم استقالته".
هزيمة "إسرائيل" والغرب
يضع الكاتب الصهيوني المخضرم، ألون مزراحي، النقاط على الحروف في مقال، وذلك باعتراف من العيار الثقيل، قائلاً: "حماس لم تهزم "إسرائيل" فقط، بل هزمت الغرب كله، لقد انتصرت في الميدان العسكري والرأي العام العالمي".
من وجهة نظر مزراحي، فإن الأكثر وضوحاً في هذه اللحظة الفريدة هو أن حماس، وهي حركة صغيرة، لم تهزم "إسرائيل" فحسب، بل هزمت الغرب برمته، وغيُرت مسار التاريخ.
ويضيف في مقال نشره الإعلام العبري: "حماس قرأت العقلية "الإسرائيلية" بشكل مذهل، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية.. فلم تُدمر أو تُفكك، ولم تستسلم لأي ضغوط، واحتفظت بالأسرى لمدة 6 أشهر، وما تزال فعّالة وفتاكة في قطاع صغير محاصر".
المحسوم بلغة الإعلامي مزراحي، الذي يعمل صحفياً في "إسرائيل"، بانتصار حماس لن تعود قضية فلسطين إلى الظل مرة أخرى.
خدعة رفح
في عقيدة نائب رئيس الأركان "الإسرائيلي"، السابق يائير جولان، الذي يصف نتن ياهو بأسوأ زعيم في تاريخ "إسرائيل"، الملطخ بالدماء، بل يمثل تهديدا لوجودها، قال في حديث لـ موقع (وألا) العبري: "عالقون في غزة دون أهداف حقيقية أو إستراتيجية.. هدفا إطاحة حكم حماس وإعادة الأسرى كانا غير واقعيين، منذ البداية"..
ومن وجهة نظر موقع "وألا"، فقد حققت حماس ما تريده، وانسحبت آخر الفِرق العسكرية وأغلب القوات الصهيونية من القطاع دون الإفراج عن أسير واحد.
نائب رئيس الأركان السابق للكيان، اللواء في الاحتياط دان هارئيل، يؤكد انتهاء الحرب ويعتبر إعلان دخول رفح مجرد خدعة يرددها نتن ياهو لتهدئة الرأي العام، وإطالة مدة الحرب.
وبنبرة تأكيد حزينة، يقول الصحفي "الإسرائيلي"، حچاي هوبرمان: "انتهت الحرب فعلياً بهزيمة "إسرائيل"، وتحولت إلى حرب استنزاف.. ولا أعتقد أن "إسرائيلياً" عاقلا يتابع الأحداث يختلف مع هذه الجملة، وأنا واثق من أنه حتى نتن ياهو، الذي يعلن أننا على بعد خطوة من النصر لا يصدق نفسه".
وإذ يشدد عضو الكنيست، سيمحا روثمان، لـصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بهزيمة كيانه بالقول: "لقد ألقى بنا يوم السابع من أكتوبر إلى التيه، في إشارة لـ يوم انطلاق عملية طوفان الأقصى.. يعتبر أستاذ بجامعة بن غوريون بيني موريس، "إسرائيل" المكان الأقل أماناً على وجه الأرض.
ويقول الكاتب والصحفي "الإسرائيلي" الشهير، آفي زخاروف، معلقاً على نتائج حرب غزة: "يبدو أن عصر تحقيق الإنجازات في غزة انتهى وجاء وقت الفشل، إذ يعجز نتن ياهو عن ترجمة الهجمات العسكرية الهائلة على القطاع إلى إنجاز سياسي استراتيجي".
ويضيف: "حماس ما زالت حيّة في قطاع غزة، وفور انسحاب جيش "إسرائيل" من أي منطقة في غزة يظهر رجالها بضبط أسعار الأسواق، والإشراف على توزيع المساعدات وملاحقة المتعاونين مع "إسرائيل".
وفق زخاروف، ينظر يهود العالم وأمريكا بشكل خاص لسياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنها تقود "إسرائيل" نحو الهزيمة المطلقة دون الإفراج عن الأسرى.
في مقال نُشر بمنصات الإعلام الصهيونية، يقول الصحفي "الإسرائيلي"، ناحوم برنيا: "إنه بخلاف الانطباع الناشئ لدى الجمهور اليهودي، مُنذ 7 أكتوبر، تخوض "إسرائيل" حرباً متدحرجة وتوجد أماني؛ لكن لا توجد إستراتيجية الانتصار المطلق، إلا في خطابات نتن ياهو الكاذبة.. وعندما انتقدت الحكومة، اتهموني بالانهزامية، والخيانة.. وها قد مرت ستة أشهر، ولا هناك بشائر طيبة".
حال "إسرائيل"
يلخص الصحفي الصهيوني، نير حسون، واقع "إسرائيل"، بالقول: "خسرت "إسرائيل" أكثر من 1500 قتيل و136 أسير، وهُجرت عشرات المستوطنات، واقتصاد ميناء أم الرشراش (إيلات) منهار، وفي حالة خراب، ومكانتنا الدولية منهاره.. (في إشارة إلى الهجمات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على الميناء والحظر البحري الذي تفرضه على سفن "إسرائيل" والمتوجهة إليها عبر البحر الأحمر) .. فنحن في حالة خطر ملموس وبوادر اندلاع حرب شاملة".
وأضاف: "أصحبت كلمة "إسرائيل" مرادفة لجريمة حرب - والمتظاهرون وحدهم هم المطالبون بمواصلة التصرف بشكل طبيعي مع التحفظ على الأرقام!".
وهنا يقول السيناتور الأمريكي، بيرني ساندرز: "سيحكم علينا التاريخ إذا ما كنا نقف بجانب الأطفال الجياع، أو نواصل تمويل آلة حرب نتنياهو".
وتتساءل منظمة "هيومن رايتس ووتش"، متى كان لـ"إسرائيل" أهداف في غزة غير ارتكاب المجازر، وتدميرها عن بكرة أبيها!؟
ويختصر الصحفي البريطاني مات كونراد، حال "إسرائيل"، بالقول: "الأمور تتغير والصهيونية تموت ...".
ما قل ودل
الخلاصة، وفقا لشهادات مسؤولي ومحللي وقادة الرأي في "إسرائيل"، فإن بضعة آلاف من رجال المقاومة الحفاة بقطاع محدود في بضعة كيلو مترات، قلبت موازين كيان العالم، وغيّرت مسار التاريخ وكتبت على صفحاته بأقلام القوة، وحروف النصر: "حماس لم تهزم "إسرائيل" فقط، بل هزمت الغرب كله، إنها غزة العظمى من دفعت فاتورة النصر معمدة بالدّم الفلسطيني بثمن قدرة أكثر من 34 ألف شهيد، و77 ألف جريح".
*نقلا عن : السياسية |
|
|