عبدالملك العجري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالملك العجري
آلة الإرهاب الأمريكية
العجري: التفاعُلُ الجماهيري مع غزةَ يوجِّهُ رسالةً للمطبِّعين بأن فلسطينَ بوابةُ استقرار المنطقة
ما بين قضية "المحرم" في اليمن والمستشفيات في غزة حكاية الإفك الإنساني الغربي
لنتوحد على الحق الفلسطيني كما يتوحد الغرب خلف باطل وجبروت الكيان الصهيوني
تساؤلاتٌ مشروعةٌ من العالم النامي و “المتخلِّف” للعالم “المتحضِّر” والحر
السيد القائدُ يواكبُ المرحلة.. دروسُ ضبطٍ أخلاقي وقيمي
الدين والتحديث"3"
الدين والتحديث "2"
الدينُ والتحديث "1"
مذاهب التنمية والتحديث الاقتصادي

بحث

  
الحرب العدوانية والاستدعاءات العنصرية !!
بقلم/ عبدالملك العجري
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 12 يوماً
السبت 16 يوليو-تموز 2022 11:06 م


استدعاء المقولات العنصرية في الحرب العدوانية والاشتغال عليها بطريقة مثيرة للقرف والقلق ليس على أنصار الله إنما على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتنقل الصراع من مستواه السياسي الى المستوى الاجتماعي .

من بين المقولات التي يتم اصطفائها من قبل المليشيات الإعلامية لمرتزقة العدوان مقولة الهاشمية “السادة” والقحطانية والعدنانية كمادة للتحريض ,وتشتغل عليها بطريقة غرضيه غير بريئة لرسم إحداثيات مشوهة لخارطة الاجتماع اليمني وتكريس ذاكرة جمعية عدائية نحو فئات اجتماعية معينة وتذخير الضمير الوطني والوعي بشحنات مركزة من أفكار الغل الثأرية والعصبوية ورسم صورة ممقوتة للهاشميين كطبقة اجتماعية متجانسة ومستغلة واجترار المناخات النفسية والسياسية التي رافقت أحداث 1962م المفخخة بتراكمات الصراع مع نظام الدولة المتوكلية.

هذا الخطاب المريض والقلق فوق انه يظهر حالة الافلاس والابلاس السياسي الذي يتلبس اصحابه والغياب تام لا مشروع وظني ,يعكس حالة التجريف التي تعرض لها الوعي الوطني عندهم نتيجة للارتباط الشكلي المزمن بين الدولة والانتماءات العصبوية الذي استقر في وعي أصحاب هذا الخطاب لذلك هم لا يطالبون بدولة المواطنة بل يطالبون بدولة الطائفة او دولة الحزب او دولة الجماعة او دولة المنطقة .

العصبوية السياسية كما لا تشكل مؤهلا لاي امتيازات سياسية لا تشكل مبررا للاستبعاد السياسي فالعصبويات بكل اشكالها النقيض للمفهوم المواطنة ومرفوضه من اي طرف كان .

***
المجتمع اليمني والطبقية .

المجتمع اليمني (كالمجتمع العربي عموما )لا زالت التشكيلة المجتمعية والبنية الطبقية موضوعة انقسامية بين الباحثين ان على المستوى المنهجي أو النظري وتستعير اغلب مفاهيمها من أفكار ماركس وماكس فيبر ألا أنها لتفسير التراتب فالمحددات السوسيو ثقافية لعملية التصنيف أكثر تعقيدا وتضافرا وتداخلا , التضامن الطبقي دوره لكن بالتداخل مع أشكال من التضامنات العائلية والثقافية والاجتماعية .

(في كتابه عن المجتمع العربي المعاصر يحدد الدكتور حليم بركات أربعة جذور رئيسة ومتشابكة للتصنيف الطبقي للمجتمعات العربية هي ملكية الأرض ,ملكية رأس المال ,النسب ,استقلال المنصب وعلى أساسها يميز ثلاث طبقات رئيسة هي: البرجوازية الكبرى ,الطبقة الوسطى ,طبقة الكادحين ,وكل طبقة منها تتألف من عدة شرائح متفاوتة )

لا اقصد إلى الدخول في مناقشة تفاصيل الأصل النظري الذي اعتمدته مقاربات التشكيلة الطبقة للمجتمع اليمني إنما الفت إلى أن المسالة خرجت عن إغراضها العلمية إلى التوظيف السياسي والاشتغال الإعلامي الثأري والتحريض العنصري لتكوين صورة ممقوتة عن الهاشميين كطبقة متجانسة تحتكر السلطة والثروة .

ان ترسيم (السادة او الأشراف ) طبقة متجانسة لا يستند لأصل علمي فالكتلة الأكبر منها كانوا موزعين على كل الطبقات البرجوازية والإقطاعية و الفلاحية والعمالية و لا يتمتعون بأي امتيازات اجتماعية أو اقتصادية ,كما يؤكده الأديب والمفكر عبدالله البردوني بقوله عن هذا الترسيم “انه غير صحيح لا اقتصاديا ولا اجتماعيا فقد كان اغلب السادة من طبقة الفلاحين والحرفيين والتجار اقتصاديا واجتماعيا “

علينا أن نفرق بين ثلاث مقولات مقولة أهل البيت أو آل محمد (مقولات دينية) ,والسادة أو الأشراف (مقولات اجتماعية) والهاشميون أو العلويون أو الطالبيون(مقولات نسبية او قرابية) .

مقولة أهل البيت–على الخلاف في تأويلاتها الدينية- هي مقولة دينية ليس بالمعنى العصبوي او العرقي إنما كما يقول الدكتور على شريعيتي ان قيمة أهل البيت في التشيع العلوي لا يمكن ان يستمد وجودها من كونهم اهل بيت النبي فحسب بل لان هذه الاسرة الكريمة هي اسرة مثالية يتجلى فيها مفهوم القدوة في الإسلام حيث تمثل نموذجا كاملا وشاملا ومثاليا ومتعاليا للاسرة الإنسانية …ان العلاقات الوضعية والعلاقات النسبية(القرابية ) لا يمكن ان تكون منشأ لقيم عملية وواقعية ان هذه العلاقات النسبية لها قيمتها واعتبارها الخاص.. لكن قيمة علي لا تقتصر علي كونه ابن عم للنبي او صهرا له ولا قيمة فاطمة في كونها بنت النبي فحسب إنما هي أسرة تتسم بالأصالة يحتاجها الناس للتأسي والاقتداء بسلوكها وسيرة أفرادها. مقولة “أهل البيت “مقولة دينية لكنها كتجلي تاريخي أخذت تمظهرات بحسب السياقات الاجتماعية والسياسية ,ومابين المقولتين الدينية والاجتماعية نشأت علاقة جدلية تمثل الجذر التاريخي للمكانة الاجتماعية لأهل البيت في الوعي الجمعي للمسلمين ,فالتوصية التي جاءت في النصوص الدينية بأقارب النبي هي أصل العاطفة تجاههم في المجتمع الإسلامي ,يقول المفكر الباكستاني هيرو” ان ارتفاع مكانة العشيرة الهاشمية إلى سببين هما “الشعبية الهائلة التي تمتع بها أحد أفراد هذه العشيرة وهو محمد رسول الله، وبسبب اهتمام أفراد هذه العشيرة بتدعيم الدين الإسلامي الجديد وغير ذلك العلويون كانوا هم ملاذ الجماهير كلما ساءت أحوالها وأرادت أن تحتج على وضعها أو تعبر عن ضيقها وقد تنجح الجماهير في مسعاها وينجحون معها وقد تخفق ويخفقون معها.

في اليمن مقولة أهل البيت او (السادة) تأثرت بالسياق الاجتماعي القبلي للمجتمع اليمني والسلطة الاجتماعية للهاشميين مصدرها نظام العلاقات الاجتماعية , وبحسب دراسة المرصد اليمني عن القبيلة (القصر والديوان) القبيلة اليمنية نظمت ما يشبه التنظيم الاجتماعي للمدن اليونانية القديمة فهناك المحاربون والغارمون المضطلعين بحماية القبيلة والحرب ثم السادة والقضاة الذين يعملون في المجالات الفكرية والدينية ودورهم يتشابة مع ادوار الحكماء في المجتمع اليوناني القديم…”

هي مكانة وظيفية إذا ( أكثر منها امتيازات لاهوتية) لأسباب تتعلق باشتغالهم بالأعمال الدينية والتحكيمية وهي أعمال محترمة من وجهة نظر القبائل, يشاركهم هذه المكانة النخبة المفكرة من غير الهاشميين (القضاة – الفقهاء ) لذات الأسباب ,لذا لا يمثل الهاشميون طبقة اجتماعية متجانسة فغالبيتهم كانوا إما محاربين أو مزارعين وفلاحين عاديين إلا أن المكانة الاجتماعية للمشتغلين بالفكر الديني من للهاشميين تتعزز بالعاطفة الدينية لآل البيت بين المسلمين والشيعة خصوصا.

ختاما الاستدعاء العلمي للتاريخ يختلف عن الاستدعاءات الغرضية والتحريضية الاستدعاء العلمي أغراضه سامية ويساعد على تحريك التمدين بينما التحريض اغراضه غرائزية ولا يحقق الا مزيدا من التدمير النفسي والاجتماعي.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن مراد
سيناريو الشرق الجديد
عبدالرحمن مراد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالله بن عامر
خيارات واشنطن أمام الصمود الروسي
عبدالله بن عامر
علي الدرواني
اليمن بين قمة جدة وساحات الغدير والولاية
علي الدرواني
عبدالله بن عامر
من باقة ورد إلى تكتيك أبواب صنعاء
عبدالله بن عامر
شارل أبي نادر
شهداء مسيرة "الاربعون ربيعا"... من هم ؟ وماذا حققوا؟
شارل أبي نادر
يحيى المحطوري
إنحطاط الخونة
يحيى المحطوري
عبدالرحمن مراد
سلام أكثر وحروب أقل
عبدالرحمن مراد
المزيد