قدَّمت بين يديك زهرة خافقي
ياشام فاحتملي جنونَ العاشقِ
وتقبليني مثلما أنا شاعراً
بزكاء صوفيٍّ وصَبوةِ فاسقِ
كم كفَّرتني في هواك منابرٌ
وعبدت في عينيك صورة خالقي
مازلت متهماً بحبك شاهداً
بجنايتي، مُتلبّساً بحرائقي
فإذا شطحت فإن حبك خمرتي
وبراقُ معراجي وسرُّ خوارقي
وإذا صحوت فما اجترحت بأحرفي
شرفاً،سوى شرف التقيِّ السارقِ
**
ما العشق إلا أن تعيش صبابةَ الـ
ـترحال بين مقاصلٍ ومشانقِ
وأنا على الشفرات جئتك حاملاً
قلبي على ورقٍ ودونك عاتقي
ولَّيت عن صنعاء وهي حبيبةٌ
وجهي إليك ويممتك بيارقي
وعلى ثراك أنخت رحلَ قصائدي
جرحاً على جرح الشآم العابقِ
واعدتك اللقيا وشرَّدني النوى
عقدين بين عواصفٍ وصواعقِ
طال المطال وجاء للوعد الفتى
كهلاً بجنبيه جموحُ مراهقِ
**
أنت الهوى وأنا العليلُ، ومن يُصَبْ
بهوى الشآم أقامَ غيرَ مُفارقِ
والشعر أنت ومن دمشقك زهَّرتْ
أقواسُ طيفِ دِمقسه المتناسقِ
والحرف أنت، وأنت "كافُ" بزوغه
و"النونُ"، من رحم العماءِ الخانقِ
والأرض نقَّر من يديك صباحُها
قمحاً، كأن يديك أوّلُ فالقِ
ركَّعتِ ناصيةَ الفصول معاولاً
وشمخت شعبَ مناجلٍ ومطارقِ
دهرٌ ربيعك يادمشق وأخضرُ الـ
ـعينين،يهزأ بـ"الربيع الزاهقِ"
**
لولا "عقالُ الضاد"حوْلك ما علت
نُصُبٌ لـ"قيصرَ"في"نصيبَ ودابقِ"
لولا "قناعُ الضاد"لا عبريةٌ
تَغشى الشآمَ من الحمى بفيالقِ
لولا"زناةُ الضاد"لم تطفح على
حلبٍ خوازيق الزمان النافقِ
يا شام إنّ رماحنا في نحرنا
وبريشه يُدمى جناح الباشقِ
غدرت بماء سمائنا الصحراءُ، والـ
ـنعمان أُسقِطَ في خناق شقائقِ
جرحان نحن على الخريطة،أو هما
نجمان من شَممٍ بعصر بيادقِ
"قلبٌ"لأشداق الثريد شغافه
تُطهى و"مهدٌ" يُشتوى بالدَّانقِ
زعموا قِرانهما استحال فكذِّبي
زعْمَ الوشاة،بوعد وصلٍ صادقِ
هذا سهيلٌ قد تدلّى قلبُه
قرطاً على جيد الثريا الباسقِ
**
أنا عاشقٌ لا يشتري ويبيع في
سوق الهوى المُتلوِّنِ المتحاذقِ
شعري صليبٌ في الصِّبا حُمِّلتُه
وقصائدي المتمرِّداتُ سوابقي
لا أجتدي ذهبَ الملوك وإنما
يَصْلَى الملوكُ قلائدي وعلائقي
قلَّدت جيدَك يا دمشقَ نفائساً
أنْ تحفلي برخيص كلِّ منافقِ

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين