ميادة العواضي*
انشغلت الأمة بقضاياها واهتماماتها اليومية ولهثت وراء تقليد الحضارات الغربية متناسية القضية المقدسة والمصيرية قضية فلسطين حتى جاءت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر الماضي لتحيي في الجميع قضية النضال الفلسطيني، وهي حقيقة لم تغب عن أذهاننا كأمة إسلامية.
تتحرر الشعوب بالمقاومة والنضال وهذا ما علمتنا تجارب التحرر من العبودية والاحتلال على مر العصور، فجأت غزة العزة لتبرهن أن ما اٌخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
قضيتنا الأولى
كان لـ”طوفان الأقصى” أثره البالغ في استحداث جديد لمفهوم الحضارة التي غابت لسنوات في ظل سيطرة الغرب الذي عمل على تجريد العالم من الإنسانية وقيمها.
إنها انبعاثه جديدة للأمة، من خلال المظاهرات والمسيرات التي حشدتها الشعوب العربية والإسلامية وبعض الدول الحرة تضامنا من الشعب الفلسطيني وتنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، حيث ردد المشاركون في المظاهرات والمسيرات الذين يعتبرون فلسطين بوصلة الشرف والمقاومة والرجولة، الأناشيد الداعمة والمساندة للمقاومة الفلسطينية وفق مستطلعين أفادوا بذلك لموقع صحيفة السياسية.
يقول رامي الأديمي وهو يمني يعيش حاليا في تركيا إن تفاعل الشارع التركي مع القضية الفلسطينية مبهر وله دلالات واضحة تؤكد أن القضية لم تعد طي النسيان على المستوى الشعبي أو السياسي.
ويضيف الأديمي أن فلسطين كانت وما تزال قضيتنا الأولى.. مشيرا إلى أن معركة طوفان الأقصى اعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة ضمائر واهتمامات الشعوب العربية والإسلامية.
عاد للناس إيمانهم بالمقاومة والحرية
بدوره يرى سيف الدين الذي يعيش في الجزائر أن علاقة الشعوب بفلسطين علاقة أخوية لا تحدها مسافة أو حدود ولا نحتاج البتة إلى جواز سفر حتى “نجدد عهدنا بها”.
ويقول سيف الدين “معركة طوفان الأقصى جعلتنا نستيقظ على حلم عربي طال انتظاره جدا، فما أجمله من واقع، فمن حجر يقاوم إلى صاروخ يضرب، ومن أسر وانكسار إلى غزو ومقاومة”.. ووصف تضحيات أبطال المقاومة بأنها جرعة إيمانية عظيمة “شجعتنا وزودتنا بطاقة ايمانية كبيرة”.
فلسطين في ضمير اليمنيين
لم تغب قضية فلسطين في ضمير اليمنيين يوما لما لها من مكانة عظيمة جسدتها المظاهرات الشعبية العارمة التي شهدتها العديد من المحافظات، حيث حظيت معركة “طوفان الأقصى” بمباركة من صنعـاء قيادة وشعبا مؤكدة على عدالة القضية ومؤيدة لحق الفلسطينيين في استرداد أرضهم المغتصبة.
أصبحنا نرى مظاهرات عديدة مناصرة لفلسطين في الشارع اليمني منذ انطلاق المعركة الفاصلة في السابع من أكتوبر الماضي، وزاد على إثرها وعي الأطفال والشباب بالقضية الفلسطينية وتساؤلاتهم التي تجعل القضية تتصدر الأحاديث في المنازل وعلى كافة وسائل التواصل الاجتماعي، هذا ما حدثتنا عنه أم آية وهي مواطنة من محافظة حجة التي قالت: “منذ السابع من أكتوبر وعيوننا متسمرة على التلفزيونات وقلوبنا متعلقة لغزة بالدعاء، فأصبحنا نعايش الحدث فيها لحظة بلحظة وثانية بثانية وتوحدت مشاعرنا وصرنا نحزن لألمهم ونفرح لفرحهم”.
وتضيف أم آية “بالرغم مما نمر به من أوضاع إلا أن قضيتهم تلغي أي قضايا أخرى ويتم تأجيلها إلى إشعار آخر”.. مشيرة إلى أن أولادها تفاعلوا مع القضية الفلسطينية التي لم يكونوا على دراية بها وغابت عن وسائل الإعلام ولم تكن في صدارة الأخبار وأنهم أصبحوا يرددون أناشيد المقاومة.
من جانبه يؤكد عبدالله طرموش من صنعاء أن معركة طوفان الأقصى وحدت الشارع اليمني بشكل كبير.. مضيفاً أن القضية اكتسبت زخماً عالياً في الشارع وتفاعل العديد من اليمنيين وتعاطفوا بالرغم من ما تمر به البلاد من أوضاع صعبة الا أن اليمنيين تناسوا ما بهم من وجع ونزلوا للشوارع مناصرين ومؤيدين.
العودة إلى الواجهة
على خلاف ما يعتقده البعض بأن القضية العادلة لأبناء فلسطين قد دفنت وذهبت طي النسيان، فأنها لا تموت تبعث مراراً وتكراراً وأصبحت القضية التي من أجلها انطلقت العديد من المسيرات الداعمة في عدة دول غربية وخرج فيها آلاف الأشخاص رافعين شعارات تطالب بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وشجب القصف الإسرائيلي على غزة، ليتم وضع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى في قلب الاهتمام الإعلامي والسياسي العربي والعالمي.
* نقلا عن :السياسية