الأسبوع الفائت انهار دين بريستون، أحد أعضاء مجلس سان فرنسيسكو، باكياً أمام بقية الأعضاء حزناً على غزة، بينما العرب يرقصون ويحتفلون في مهرجان الكلاب بدولة الحرمين الشريفين، وبقية العرب ينتظرون الأوامر من “إسرائيل” التي توجههم بالقضاء على حماس لكي يكونوا سعداء مثل دولة الإمارات.
ومن أجل غزة قام مواطنون في أحد شوارع إسبانيا برسم العلَم الفلسطيني بأجسادهم دعماً لغزة، وتضامناً معها. بينما العرب ينتظرون إشارة السماح من الكيان الصهيوني بدخول المساعدات الغذائية والطبية!...
وفي أمريكا قام مواطنون أمريكان بإغلاق بوابة أحد مصانع السلاح بأجسادهم كي لا تصل لـ”تل أبيب”، بينما العرب يغلقون بوابة معبر رفح طاعةً وإرضاءً للمحتل الصهيوني، وزيادة في خنق وحصار غزة!
وخرج العالم كله في مظاهرات تنديداً بما يحدث من المجازر في غزة، وهناك دول عربية لم يجرؤ أحد فيها على الخروج، أو على رفع علم فلسطين.. وفي هذه الدول العربية أيضاً لم يجرؤ رجل دين على قول كلمة حق، ولم يجرؤ خطيب جمعة على ذكر اسم غزة أو الدعاء لهم على منبر الجمعة.
وحدها اليمن فقط، قامت بما يجب على كل العرب فعله، سواء في ما يتعلق باحتجاز السفن التابعة لـ”إسرائيل”، أو بقصف المستوطنات بالصواريخ.. ولو أن كل دولة عربية فعلت مثل اليمن لما كان للعدو الصهيوني وجود، ولما تكررت مثل هذه المجازر في غزة أو في غيرها، لكن كيف سيفعل العرب مثل اليمن ورقابهم في قبضة الصهاينة؟
كثير من المحللين والدول يحذرون اليمن من العواقب، وأن “إسرائيل” ستقصفنا، وهم يعلمون أن “إسرائيل” وأمريكا والخليج شنوا علينا عدواناً طيلة ثماني سنوات، وكأننا سنشعر بالرهبة والرعب مثلهم من ذكر اسم “إسرائيل”!
نحن لم نتعلم ثقافة الخضوع والاستجداء، ونؤمن أنه “ما تكسر الحجر إلا أختها”.. ولا أدري متى سيرفع العرب رؤوسهم ولو لمرة واحدة؟!
* نقلا عن : لا ميديا