تنتشر في عصرنا الحالي الكثير من العقائد المنحرفة التي وجدت طريقها إلينا تحت عنوان (أيديولوجيات)، وأيديولوجيا كلمة لاتينية وتعني (عقيدة)، ويُفضل المستغربون الكلمة الأجنبية لأسباب كثيرة، منها: التشبه بالغرب وعدم الاصطدام بالمجتمعات الإسلامية الرافضة بفطرتها لفكرة استيراد العقائد من الغرب.
وتحت هذا العنوان “أيديولوجيا” انتشرت في أوساطنا الكثير من المناهج المنحرفة بدعمٍ أجنبي، واستطاعت الوصول إلى سدة الحكم، كما هو حال اليمن قبل وبعد الوحدة.
ومع أنها ظلت حاكمة لعقود، إلا أن تلك الأيديولوجيات فشلت في أن تتحول إلى دين لدى أغلب الناس، خاصةً في اليمن، لما يتميز به اليمنيون من حبٍ للإسلام، ولأن الدين نفسه يدافع عن نفسه عبر وسائل مختلفة، مثل شهر رمضان المبارك الذي يُعيد برمجة الأمة إلى فطرتها السليمة بشكلٍ سنوي، ما يعني أن على الطغم الحاكمة العمل من جديد مرة أخرى، ومن مرحلة الصفر.
فشهر رمضان موسمٌ ديني يعم بأجوائه البلاد ويغمر الكبار والصغار بروحانيته التي تهدم مادية العقائد الغربية.
وعلى ذلك النهج ينتهي الإفساد المستورد من خارج العالم الإسلامي، ولا أمل له بالبقاء مستقبلاً ما دامت الأمة بكلها تتوحد في هذا الشهر الكريم، وتنسى فيه اختلافاتها المصطنعة.
وفي وقتنا الراهن تسعى دولة الإمارات إلى بعث التيارات السياسية المنحلة والبالية تحت عناوين غير دينية كالوطنية والقومية والمناطقية، وتبذل في سبيل ذلك جهوداً كبيرة وبنفقات باهظة لفصل اليمن عن محيطه وثقافته الإسلامية، إلا أن ذلك التعب يتلاشى مع أول نسمات المواسم الروحانية، كرمضان الكريم واحتفالات المولد النبوي.
وبمقابل الإفساد الذي ترعاه الإمارات باسم التحضر والتقدم، هنالك الإفساد القادم من السعودية باسم الدين، ويحاول تقديم نفسه كعقيدة صحيحة تمثل الإسلام خدمةً لمصالح الصهيونية العالمية.
ومن المعروف أن الكثير من العقائد اليهودية تسربت بين المسلمين على مدى أجيال، وتُعرف تاريخياً باسم “الإسرائيليات”، ويتهم كل مذهب خصومه بأنه صنيعتها.
وتتجلى اليوم تلك الإسرائيليات على شكل عقائد تدافع عن احتلال اليهود لفلسطين من جهة، ونشر الصراعات في أوساط العالم الإسلامي من جهة أخرى؛ وما نراه من تواطؤ الوهابية مع الصهاينة اليوم خير دليل على أن الأخيرة هي من أنتجت الوهابية وأخواتها.
وبفضل الله فإن اليمن قد تجاوز إفساد التيارين، برجوعه إلى الثقافة الإسلامية الصحيحة التي مصدرها القرآن الكريم، وبقيادة ورثة الكتاب وقرنائه، وهي العقيدة الصحيحة التي تكفل الله بنصرتها، وما نراه في الميدان العمل خير دليل على صوابية المواقف اليمانية النابعة من ولائنا الديني لله والرسول وآل بيته الأطهار.
نقلا عن : السياسية