القلوب المسكونةُ بالكبر والرياء والنفاق، والنفسيات المدمنة على الظلم وإلحاق الأذى بالآخرين؛ لن تتغير، وستبقى هي هي، ولن يكون رمضان بالنسبة لها سوى استراحة محارب فقط لا غير، وما إنْ تنقضي آخر أيامه ولياليه حتى تعود لممارسة هواياتها المحببة بكل شراهةٍ وحيويةٍ واندفاع وفاعليةٍ وحماس.
أما المتحدثون عن المحاضرات الإيمانية التربوية الرمضانية لسيد الثورة حفظه الله ورعاه، في منصة "إكس"، والذين عودونا على خروجهم إلينا بعد كل محاضرة ودرس من خلال منشوراتهم، وكلهم إيمان ووقار وورع وسكينة وتواضع، تتفجر كلماتهم بالحكمة، ويظهر عليهم الندم على ما فرطوا في جنب الله، وعملوه بحق عباده، إذ يبادر هؤلاء بالقول: أما اليوم فقد شعرت أنني المقصود بكل كلمة قالها السيد القائد. فتستبشر خيراً، وتقول في نفسك لعل رموز الوضع المزري قد غادروا خانة العبث والاستهتار والانحراف والضلال والظلم، فنرى منهم بعد رمضان وعلى امتداد عامٍ كامل؛ كل ما يوحي بالصحوة والوعي والتقى والإحسان، ويبين معالم وآثار ارتقائهم في درجات وسلالم الوصول إلى كمال الإيمان والعقل والوعي والبصيرة والعمل والنيات والإخلاص واليقين، أما هؤلاء فلا تعدوهم أبداً في خانة الأحياء؛ لأنهم ماتوا منذ زمنٍ ليس بالقصير، ماتوا منذ أول لحظةٍ فرطوا وتهاونوا وقصروا فيها بحق الناس، الذي هو حق الله أصلاً، نعم ماتوا، وما ترونه ممن بقي منهم فليس سوى دمى متحركةٍ في متاحف الشمع.
لقد مر علينا أكثر من رمضان الذي ننعم فيه بنعمة التزود بالهدى والنور، وكلما فتح سيد الثورة أعانه الله أنظارنا على آفاق ومعالم وغايات جديدة، استوحاها من كتاب الله؛ ازداد هؤلاء الموتى تراجعاً وسطحيةً وانغلاقاً على الحياة والأحياء، ولا تستغربوا إنْ وجدتموهم يكتبون ويمشون ويتحدثون وهم أموات؛ فموتهم هو موت قلوب وضمائر في ظل أجساد حية تعيش مع بقية الحيوانات بمستوى واحد من الهم والحاجات وانعدام العقل والوعي، وهذا هو الموت بعينه.
* نقلا عن : لا ميديا