ساحل ذباب هو المنطقة الساحلية الممتدة من باب المندب وحتى المخا شمالاً بطول يصل إلى 80 كم تقريباً.
وكلمة ذباب مكونة من شقين الأول (ذو) وتعني المالك أو الصاحب، والشق الآخر هو الباب أي المضيق نفسه، أي أن من يحكم قبضته على الساحل، يحكم قبضته على الممر البحري نفسه.
وبالفعل، فمصير باب المندب عبر تاريخ ظل بيد من يحكم الضفة الشرقية للبحر الأحمر لأسباب تتعلق بجغرافية المنطقة نفسها.
وقد تنبهت “إسرائيل” لخطورة ساحل ذباب بعد أن تلقت سفنها ضربات موجعة في الفترة بين عامي 1967- 1977 وقد نجحت في تحييد ذلك الخطر عبر المؤامرات السياسية على اليمن والتي انتهت باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، ووصول عملائها إلى السلطة حتى عام 2014.
وفي عام 2017 عادت المنطقة إلى الهيمنة الإسرائيلية مجدداً عبر ميليشيات مسلحة موالية للإمارات، وقد شكلت تلك العملية التي استمرت لعامين أول تعاون عسكري مشترك بين تل أبيب وأبوظبي في العلن، والهدف هو حماية مصالح “إسرائيل” على حساب الإمارات وبدماء يمنية رخيصة.
إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية نجحت في إفشال ذلك المشروع، وإبطاله كلياً عندما فعّلت سلاح الجو ضد السفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، ليفقد بذلك ساحل ذباب قيمته الإستراتيجية لأول مرة في التاريخ.
وقد برهنت القوات الجوية اليمنية على مدى كفاءتها بقصف العشرات من الأهداف البحرية من البر دون الحاجة إلى تواجد عسكري في الساحل ومحيط الممر الدولي.
ولا شك أن تلك الخطوة ستفقد المرتزقة قيمة وجودهم في ساحل ذباب، وبات بقائهم هناك مجرد تكاليف وعبئ مادي على حلفاء “إسرائيل” بلا فوائد مرجوة بالمقابل، ما يعني أن بقاءها هناك مسألة وقت، وستتلاشى تلقائياً مع انحسار الدعم المالي القادم من أبوظبي.
أمَّا إذا قرر رجال الرجال التحركَ العسكري في الميدان، فسيكفي ضربة خاطفة لتحرير المنطقة برمتها على غرار تلك التي نُفذت في نهم عام 2020.
ولا مشكلة لدى “تل أبيب” أو أبوظبي في التخلص من مرتزقتهم المحليين ورميهم في المحرقة دون سابق إنذار، والاكتفاء بتقديم بعض الامتيازات المالية للقيادات الكبيرة وحسب.
وعندها سنسمع نوائح العفافيش وغيرهم من المرتزقة الذين يتهمون “إسرائيل” بدعم انصار الله لمجرد أنها تخلصت من خدماتهم، وهي نغمة اعتدنا على سماعها مع كل هزيمة يتلقاها العدوان وأدواته على يد رجال الرجال.
نقلا عن : السياسية