إن توسيع رقعة الأهداف للقوات اليمنية له تأثيراته الواسعة على العدو الإسرائيلي وعملائه في مناطق الخليج وشبه القارة الهندية، وربما شرق أفريقيا.
ومع بلوغ الصواريخ اليمنية إلى المحيط الهندي، فهذا يعني أن كلَ السفن الإسرائيلية المتحركة من الخليج إلى الكيان الصهيوني ستُقصف، حتى لو اختارت طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً عن البحر الأحمر، وكذلك السفن الهندية المتجهة إلى الصهاينة عبر ميناء دبي، قبل أن تكمل مسارها براً إلى الأراضي المحتلة.
ومن المعروف بأن الهند هي عاشر شريك اقتصادي لـ”إسرائيل”، والثالث أسيوياً، وتتنوع الصادرات الهندية بين المواد الغذائية والمواد الخام وغيرها.
وقد تعزز ذلك التعاون مؤخراً بعد أن شاركت نيودلهي في مشروع الجسر البري الرابط بين الإمارات وشقيقتها العبرية للالتفاف على الحصار اليمني القائم في باب المندب ومحيطه.
وفي حال ضُرب ذلك الجسر، فإن وضع اليهود في فلسطين سيزداد سوءً، وستتفاقم معه أزمة الكيان الاقتصادية الراهنة، وقد باتت تداعيات ذلك واضحة للعيان قبل التصعيد الأخير، بعد أن تضاعفت أسعار السلع والخدمات في الكيان الصهيوني منذ نوفمبر الماضي.
إضافة إلى الشحنات القادمة من الهند، فإن واردات “إسرائيل” من دول الخليج قد تصل إلى الصفر، وستتضرر منها دول الخليج كافة، بما فيهم قطر، التي تصدر الغاز إلى الصهاينة وتستورد منهم المعدات العسكرية وغيرها.
وتُقدر واردات قطر من “إسرائيل” بنحو نصف مليون دولار شهرياً، وهي نسبة متواضعة جداّ إذا ما قورنت بحجم التبادل التجاري بين الكيان نفسه ودولة الإمارات، التي باتت الوطن القومي الثاني لليهود بعد فلسطين المحتلة.
وبالتالي فإن سفن العدو الصهيوني ستقصف قبل أن تصل إلى رأس الرجاء الصالح، لأن معظمها ترد من الخليج والهند بشكلٍ رئيسي، وسيتوقف معها جسر العار الذي يربط “إسرائيل” بالإمارات عبر السعودية والأردن.
ويسعى اليمن من خلال توسيع عملياته العسكرية إلى تعزيز الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق نساء وأطفال غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣، وسط تواطؤ عالمي واضح حتى من دولٍ عربية، كالسعودية وسائر دول الخليج.
نقلا عن : السياسية