الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
على عتبة المضيق.. تنتهي عربدة أمريكا 
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
عن خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي
قراءةٌ في تشكيل حكومة
قراءةٌ في تشكيل حكومة "التغيير والبناء" وبرنامج عملها
حكومة
حكومة "التغيير والبناء": الميزات والتحديات
لماذا تخشى
لماذا تخشى "إسرائيل" من اندلاع حرب متعدّدة الجبهات؟
مرحلةُ التغيير والبناء
مرحلةُ التغيير والبناء
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف
لا عتاب، ولا نداء استغاثة ف"هم" صُم بُكم عُمي
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
سيناريوهات الرد.. ضربة محدودة أم حرب واسعة؟
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد
الطوفان يكشف هشاشة اقتصاد "بيت العنكبوت"
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف
التغييرُ الجذري من حكومة الإنقاذ إلى حكومة البناء.. الخطة والأهداف

بحث

  
قراءة في الرد الإيراني.. التصعيد في مواجهة التصعيد
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: 7 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 16 إبريل-نيسان 2024 12:18 ص


عبد الله بدران

كان لافتاً أن يتخذ الإسرائيليون قراراً بمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق في سابقة لم يعرفها مجتمع الدول، وإن بلغ الصلف به، رغم تفاجئه بها، حد مطالبة الإيرانيين بالامتناع عن أي رد عسكري انتقامي.

كما كانت لافتة حملة الإسرائيليين عقب الهجوم باستدعاء الدعم الدولي تحسباً لرد إيراني قادم لا محالة رغم ترداد عبارات الاستعداد والجاهزية العسكرية لضرب إيران في العمق إذا ما شنت هجوماً انتقامياً من أراضيها، مظهرة مؤشرات ضعف لا تبرح تشي بتركيب تعبوي هشّ، تغلّفه قشرة متصالبة بمظاهر القوة، يكمن معظمها في سلاح الجو الذي لم يكن فاعلاً حاسماً، كما يبدو، وهو يغطي 6 فرق عسكرية تُتَخطف في غزة منذ نصف عام.

بقصف القنصلية الإيرانية، أراد نتنياهو تصدير أزمته المستحكمة في غزة وتعزيز دواعي القلق بمحاولة الظهور بمظهر السياسي الأكثر حصافة وحزماً وصرامة، عن طريق استدرار الدعم الأميركي والغربي الآخذ بالابتعاد عنه وعن حكومته المكبلة بمطالب اليمين وشطحاته، وذلك بتقمص دور من يعالج الإشكالات بالاحتكام إلى المنطق، والمنطق يقول: إن مكامن قوة القسّام والجهاد وحزب الله وأنصار الله وفصائل العراق هو عند إيران. وإذا كانت غزة والمجازر فيها أحرجت الأميركيين بدعمهم "إسرائيل"، فإن إيران لا خلاف في العداء لها والضجر من عنادها. 

وهكذا، استكمل نتنياهو حسبته، وكانت صحيحة، ولكن بمدى قصير يمتد لساعات قليلة، إذ سارع الرئيس الأميركي جو بايدن من دون مواربة عقب الرد الإيراني إلى إبلاغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تدعم هجوماً إسرائيلياً مضاداً، ليعود نتنياهو إلى كابوسه في غزة بفارق أن الإيرانيين كرسوا معادلة جديدة للردع وضعت الإسرائيليين في مواجهة القوة الأصيلة لا الوكيلة، وهذا ما لا يريده الأميركيون ولا شركاؤهم ولا أنصار التطبيع في المنطقة.

استخدم الإيرانيون وسائل الرد العسكري من صواريخ ومسيرات استخداماً قياسياً فذاً؛ فمن وجهة نظر عسكرية، أثبتت إيران قدرتها على الوصول إلى أهدافها على الرغم من المساندة الفاعلة للأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، فطبقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن سبعة من الصواريخ نجت من منظومات الاعتراض -ولو صح ذلك- فماذا لو قررت إيران وحلفاؤها شن هجوم واسع النطاق متزامن ينهك منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي ويستنزفها؟ وماذا لو اتسع نطاق الهجوم ليشمل المدن والمستوطنات؟

 مما شك فيه أن مكانة "إسرائيل" كوكيل يعتمد عليه أميركياً وغربياً اهتزت وأصبحت جدواها موضع تساؤل.

 وفي الجانب السياسي، وهو ذو الحصة الأكبر في الرد الإيراني، فإن الهجوم الجوي الإيراني الذي جاء طبقاً للقوانين الدولية انتزع المفهوم الذي مفاده أن عجز المنظمة الدولية عن حماية حقوق الدول لا يلغي إرادتها في التصرف والرد والردع، كما أن الهجوم الإيراني جاء مؤكداً ومتمماً لهجوم عين الأسد عام 2020 الذي كشف زيف الأمن الذي تبحث عنه النظم في المنطقة في التطبيع العلني أو التواصل سراً وصولاً إليه.

أما عن النظر إلى الرد الإيراني بعين سياسية كليلة وإثارة التساؤلات التالية: ماذا دمرت الصواريخ الإيرانية؟ وما الذي أحدثته المسيرات؟ فتلك حجج العاجزين ومادة المفلسين ولهم أسبابهم.

يعلم الجميع أن كل رصاصة وصاروخ وقذيفة وتقنية عسكرية قتالية تتحرك على الجبهة في لبنان أو غزة أو صنعاء أو بغداد أو غيرها هي إيرانية أو بدعم إيراني، ذلك باعتراف الأميركيين، وبتصريح من قادة فصائل المقاومة في كل مكان. 

ولعل دعاة الهزيمة أطالوا النظر الأعشى، فتراءت أمامهم أشباح المذهبية الطائفية التي تغريهم بروايات الأساطير وفقاهة التكفير، فنُكسوا على رؤوسهم وصغوا إلى أضغان وأحقاد جاوزها الزمن وعفت على آثارها الصراعات وكُشف المتربحون منها، وظنوا أن احتفاءهم لسنوات بتخريب سوريا والعراق عبر دعم عصابات المجرمين (للجهاد) أصبح منسياً، ولزموا الصمت أمام المذابح والفظائع في غزة، وأمّنوا على دعاء إمام الحرم المكي الذي تضرع إلى الله تعالى بأن يكفي بلاد المسلمين "شرور التظاهرات" عقب احتشاد الأردنيين أمام السفارة الإسرائيلية في عمّان تضامناً مع معاناة أهل غزة.

 قراءة أكثر هؤلاء المرجفين -فضلاً عن قصورها - هي قراءة مجردة من الموضوعية غير واعية لمتطلبات صناعة محور مقاوم صلب ومتماسك يتبنى الدفاع عن حق شعب سُلبت أرضه وشرّد ولوحق بالإبادة. وقد يقال: إن هذا الحماس الإيراني في العداء لـ"إسرائيل" نابع من مصالح إيران وحرصها على أمنها القومي، فهل من يدلني علامَ يعول العرب في محنتهم مع "إسرائيل"؟ فلا هم -العرب- ممن يدافع عن حق الفلسطينيين من منطلق عقائدي يرى في اغتصاب القدس والأقصى رزية في الدين، ولا هم ممن يرون في "إسرائيل" وكيلاً لواشنطن والغرب يهدد أمنهم القومي ومستقبل شعوبهم.

إذا كانت أهداف الإيرانيين صوناً لأمنهم القومي لا تناقض مبادئنا، فما الحكمة من مناصبة إيران العداء والتعلل بالخلافات المذهبية والنكوص على أعقاب الطائفية المفلسة؟ ولعل الأيام المقبلة ستشهد احتداماً أكثر للصراع ومظاهر أشد شراسة له، وستكشف كذلك عن ضعف إسرائيلي ظل طي الكتمان طويلاً، كما سيفضح مزيداً من إفلاس "النقّاد وبوار بضاعتهم". 

وعلى كل هؤلاء أن يجيبوا عن سؤال مركزي في خضم هذا الصراع: إذا كانت هذه الذراع الإيرانية الطولى غير ذات جدوى، فما الذي يفسّر امتناع إسرائيل -ومنذ عقود- عن توجيه ضربة إلى المشروع النووي الإيراني رغم دعم الأميركيين المفتوح، ولجوئها إلى تنفيذ عمليات الاغتيال للكفاءات العلمية النووية الإيرانية، فيما لم يتردد الإسرائيليون في تدمير مفاعل "تموز العراقي" عام 1981، اللهم إلا كان منشأ التردد الإسرائيلي الحرص والشفقة على مياه الخليج وأهله من التلوث الإشعاعي!

 

* نقلا عن :الميادين نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
اليمن يذل الغرب في البحار
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
المدرسة الرمضانية في خطاب السيّد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
الجبهة الثقافية
علي الدرواني
قراءة في عملية “الوعد الصادق”
علي الدرواني
الثورة نت
حرائر اليمن يؤكدن: غزة بوصلة قلوبنا والأقصى محور عزة الأمة
الثورة نت
الجبهة الثقافية
ما بعد الرد الإيراني.. هل أداء "إسرائيل" يخولها خوض حرب شاملة؟
الجبهة الثقافية
الثورة نت
القيادة الحكيمة
الثورة نت
المزيد