فشلت مساعي الاتحاد الأوروبي في إقناع صنعاء بخفض التصعيد العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن، والتنسيق مع بعثة «أسبيدس» الأوروبية بشأن حركة مرور السفن الأوروبية عبر باب المندب. وكانت طالبت حركة «أنصار الله» بانسحاب كامل للبعثة الأوروبية، على أن تضمن هي مرور سفن دول الاتحاد بسلام، شرط ألا تكون هذه الأخيرة متجهة إلى موانئ إسرائيل أو آتية منها، وهو ما رفضه الاتحاد، بضغوط أميركية. وكشفت مصادر مقربة من «أنصار الله»، لـ«الأخبار»، أن الاتحاد الأوروبي أجرى اتصالات مكثّفة مع الحركة عبر سلطنة عمان، بعد سحب ألمانيا الفرقاطة «هيسن» من البحر الأحمر، لتصبح رابع دولة أوروبية تسحب قطعها بعد فرنسا والدنمارك وبلجيكا. واقترح الاتحاد، عبر تلك الاتصالات، تقليل عدد سفن البعثة المرافقة للسفن التجارية الأوروبية، والتنسيق مع صنعاء بشأن مرورها، في محاولة منه لخفض التصعيد العسكري، إلا أنه رفض مطلب الأخيرة سحب كامل السفن مقابل ضمانها أمن السفن الأوروبية. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن بعثة «أسبيدس» كانت تحاول، عبر مناقشاتها مع «أنصار الله»، ضمان عدم تعرّض القطع العسكرية الأوروبية لهجمات، وإن الاتحاد الأوروبي حمّل المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، مطالبه تلك، التي نقلها الأخير إلى وفد صنعاء المفاوض في مسقط، خلال لقائه به مساء الإثنين الماضي، إلا أن الوفد رفض العرض الأوروبي. وأكدت المصادر نفسها أن ثمة ضغوطاً أميركية مورست على الاتحاد، لثنيه عن سحب بعثته العسكرية من البحر الأحمر.وبناءً عليه، أعلن الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لويس ميغيل بوينو، استمرار البعثة الأوروبية في عملية مرافقة السفن في البحر الأحمر، وشنّ هجوماً على «أنصار الله» على خلفية العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، وهو ما يشير إلى عودة التوتّر بين الطرفَين، بعد أيام من خفض التكتل عديد أسطوله العسكري في البحر الأحمر. وبالتوازي مع ذلك، توقّعت بريطانيا إغلاق القوات البحرية اليمنية المحيط الهندي تماماً، مجدّدةً، على لسان شركة «أمبري» الحكومية للأمن البحري، تحذيراتها للسفن العابرة هناك. كما دعت الشركة السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل إلى البقاء على أهبة الاستعداد، مؤكدة تزايد نشاط الطائرات المسيّرة في المنطقة. وجاء التحذير البريطاني بالتوازي مع كشف وسائل إعلام أميركية عن اتساع نفوذ صنعاء الى المحيط الهندي أخيراً.
اقترح الاتحاد الأوروبي تقليل عدد سفن البعثة المرافقة للسفن التجارية والتنسيق مع صنعاء بشأن مرورها
وفي أعقاب فشل المساعي الأوروبية، إضافة إلى مقترحات خاصة بخفض التصعيد حاول «مجلس التعاون الخليجي» نقلها عبر السلطنة إلى صنعاء، توقّعت مصادر عسكرية يمنية مطلعة، في حديث إلى «الأخبار»، «عودة التصعيد بشكل أكبر في البحر الأحمر وخليج عدن، وصولاً إلى المحيط الهندي، في الأيام القليلة المقبلة»، مؤكدة أن «صنعاء ماضية في تكثيف الضغط على إسرائيل في أكثر من اتجاه حتى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة». وفي السياق نفسه، دعا المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، القوات المسلحة اليمنية، إلى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية ومن يرتبط بها في البحرين الأحمر والعربي، مشدّداً، في بيان، على أهمية التصعيد البحري والجوي ضد الكيان الإسرائيلي حتى «تحقيق النصر»، مؤكداً أن جبهة البحر الأحمر «مرتبطة بشكل كلي بالتصعيد في غزة، ولا تقبل أي مساومات».
وخلافاً للأحاديث الإعلامية عن توقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر، كثفت قوات صنعاء البحرية، خلال الأيام الماضية، وجودها العسكري في المياه الإقليمية والدولية، عبر زيادة دورياتها العسكرية البحرية، وتشديد الرقابة على السفن، ورصد كل تحركات البوارج الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت مصادر ملاحية في الحديدة، لـ«الأخبار»، إن «حالة خفض التصعيد التي تشهدها جبهة البحر الأحمر منذ أيام، تعود إلى توقف السفن المخالفة والتزام السفن الأجنبية التجارية بتعليمات البحرية اليمنية»، مشيرة إلى أن «طلبات التنسيق من قبل شركات الملاحة الدولية تزايدت خلال الأيام الماضية، وأن حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر ارتفعت إلى أكثر من 50 سفينة يُسمح بمرورها يومياً بعد التأكد من بياناتها ووجهاتها».
ولاحقاً، أعلنت «هيئة عمليات التجارة البريطانية» أنها تلقت تقريراً عن استهداف سفينة على بعد 72 ميلاً بحرياً جنوب شرق ميناء جيبوتي.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية