ما يحدث من قتل للمهاجرين والنازحين واللاجئين إلى الغرب ليس إرهابا دينيا ولا عرقيا فحسب ،بل هو إرهاب الغرب المستعمر ،الذي يدمر الدول ويسقطها في الفوضى ،ثم يمنع النازحين من الحروب أن يهاجروا إليه ،فإن دخلوا إلى أوروبا وامريكا رتبوا لهم جرائم ومجازر جماعية ،تحت أعذار ومبررات واهية …
خطاب الغرب تجاه الآسيويين والافارقة المهاجرين إليه كان واضح العداء والعنصرية في الحملة الانتخابية لترامب ،وبرنامجه العنصري تجاه المهاجرين ،والمناصر للصهيونية بشكل خاص ،وبما يتعلق بضم كل ما احتلته اسرائيل في حرب 5حزيران 1967م،وفي مقدمة ذلك ضم القدس والجولان للكيان الصهيوني ،ومنع اللاجئين من الفلسطينيين من حق العودة ،ليصنع الغرب لهم محارق قتل جماعية كما حدث في نيوزيلانده ،وغيرها، وهي عملية استخبارتية نفذت بالصوت والصورة ،بطريقة تخلق الصدمة والرعب ،كجدار عازل نفسيا ،ومانع للعرب وغيرهم من الهجرة إلى أوروبا وامريكا!
خطاب الغرب ممثلا بترامب والأحزاب اليمينية في اوروبا هو خطاب الاستعمار ورؤيته إلى المهاجرين إليه هربا من الحروب أو الفقر ،أو القمع السياسي والديني والعرقي ،فتكون النتيجة كالمستجير من الرمضاء بالنار!
الغرب يرى المهاجرين خطرا أشد عليه من خطر الجيوش المسلحة.
يقول الأكاديمي والصحافي الالماني /الامريكي جوزيف جوفي «لا يأتي الخطر على أوروبا مرتديا بزات عسكرية ،بل يتمثل في الملابس الممزقة للاجئين».
مذبحة القتل الجماعية التي راح ضحيتها عشرات المهاجرين من العرب وغيرهم ،وفي مقدمتهم الفلسطينيون ،وتصوير الجريمة بشكل هوليودي غرضه خلق صدمة ورعب لصد المهاجرين عن اجتياز حدود الغرب! وقد تواردت بعدها سلسلة من المواقف والأحداث الموزعة في أكثر من بلد أوروبي بغرض عكس صورة متطرفة ضد الإسلام ،والحقيقة أنها حوادث تم تهيئتها بصورة استخباراتية ،مما يعني إعلان حالة الحرب صد المهاجرين ،وتقديم ذلك على أنه موقف مجتمعي ،ضد هؤلاء ( الفقراء ذوي الملابس الممزقة) فهم أخطر من الجيوش المحاربة !هكذا يتم الضخ الاعلامي وتهيئة مجتمعات الغرب ضد المهاجرين.
التطرف والعنصرية أدوات استخباراتية غربية واستعمارية .لاحظوا كيف كان موقف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية من المهاجرين والنازحين واللاجئين العرب الفارين من الحروب في ليبيا وسوريا واليمن الخ ،وهي حروب اشتعلت بفعل ترتيب وتنفيذ غربي ،ولأهداف استعمارية غربية .كم اجتماع عقد ،وأعلن حالة الطوارئ لمواجهة وصد( الفقراء ذوي الملابس الممزقة ) وكم طفل وشاب وامرأة ماتوا في البحار بسبب منعهم من الدخول إلى بلدان الغرب ،بل إن كوارث غرق العديد من الشباب الذي غامر ليذهب بحرا الى أوروبا لايستبعد أن تكون مغامراتهم التي تنتهي بغرقهم بأنها بفعل ترتيبات اجهزة الغرب !
كل هذا الرفض والخوف من النازحين رغم أن أعدادهم رقم هامشي مقارنة بالملايين التي تنزح داخل الدول العربية كلبنان البلد الصغير ،والذي نزح اليه اكثر من مليون سوري ! لكن الغرب بأكمله لا يتجاوز عدد النازحين اليه مئات الآلاف!
خطاب الشحن العنصري ضد المهاجرين يتم تغذيته غربياً من قيادات سياسية واقتصادية واعلامية في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية، ومن هذا الخطاب العدواني والعنصري المتوحش يتفرخ القتلة، أو- لنكون دقيقين – تتحرك الاستخبارات الغربية لتصنع جرائمها المتوحشة ،مستخدمة في ذلك الصوت والصورة في نقل الجريمة ،وفقا لدراسات نفسية متطورة في الوصول إلى ذروة الصدمة والرعب المراد الوصول اليه كرسالة للمهاجرين.