دخلت الحرب «الإسرائيلية» على غزة يومها الـ309، وقد استهل الجيش «الإسرائيلي» هذا اليوم بقصف مدرسة «التابعين»، التي يسكن فيها حوالي ألفي نازح فلسطيني، هدم الصهاينة بيوتهم فلجأوا إلى هذه المدرسة التي كان يفترض أن تكون ملاذاً آمناً، لكن كيف يأتي الأمان والحقد الصهيوني يتجسد في كل شيء، ويتنكر في كل هيئة؟
كان الوقت فجراً، وكانوا يصلون ويرفعون أكفهم إلى الله، لم يمهلهم الصهاينة حتى يكملوا صلاتهم، ولم ينههم عن قتلهم أنهم أناس مدنيون عزل، يقفون في صلاتهم آمنين بين يدي الله، يدعون الله بتعجيل الفرج، فعاجلهم الصهاينة بإزهاق أرواحهم وإحراقهم دفعة واحدة.
مائة روح أزهقت على سجادة الصلاة، دون أن تهتز شعرة واحدة في رؤوس الحكام العرب وأنظمتهم البائسة، وكأن هذه المجزرة المروعة ليست في نظرهم أكثر من «خبر عاجل» في الشريط الإخباري أسفل شاشة قناة الجزيرة...نزحوا إلى هذه المدرسة هرباً من القصف والقاذفات الصهيونية التي دمرت منازلهم وقتلت أطفالهم، لكن الحقد «الإسرائيلي» لحقهم بقاذفاته، فنزحوا إلى السماء بعد أن استحال الأمان على الأرض، وأبيدت أسر بكاملها، وانقطع نسلها، وهلك حرثها.
لا يحدث مثل هذه الجرائم على مستوى العالم، ولا شبيه لها إلا الجرائم التي ارتكبتها السعودية في اليمن، فلم يكن بنو سعود يتورعون عن قصف قاعة أعراس مليئة بالنساء، أو دار الأيتام والمكفوفين، أو صالات العزاء، أو حافلة مليئة بالأطفال، والقاسم المشترك بين جرائم «إسرائيل» وجرائم السعودية هو الحقد الواضح في عدوانهم وجرائمهم، وكأنهم رضعوا من ثدي واحد حتى أصبحوا بكل هذا الحقد والتوحش تجاه كل ما هو إنساني.
* نقلا عن : لا ميديا