أثار البرنامج الوثائقي “الغداء الأخير” الذي عرضته قناة الجزيرة القطرية مساء أمس الأحد، والذي تناول ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله ضجة كبيرة بشأن التفاصيل التي تضمنها البرنامج حول الجريمة السياسية ، وتباينت ردود الأفعال المؤيدة والمنددة وغير المهتمة بما ورد ، على اعتبار أن الخوض في هذه القضية التي وقعت تفاصيلها في 11أكتوبر من العام 1977م، وعلى الرغم من ذهاب قناة الجزيرة خلف الرواية الإخوانية للجريمة والتي حرصت على استبعاد أي دور للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبقية المشائخ المتحالفين معه من الضلوع فيها ، رغم كل الشواهد التي تؤكد تورطهم في الجريمة بالتنسيق مع الاستخبارات السعودية التي نجحت في حيك المؤامرة وتجنيد عناصر محلية لتنفيذها بإشراف الملحق العسكري السعودي صالح الهديان الذي تحكي التفاصيل المتداولة إلى أنه كان من بين الذين أجهزوا على الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، حيث كان من بين الذين أطلقوا عليه الرصاص من مسدسه الشخصي.
وبغض النظر عن مصداقية ماورد في وثائقي الجزيرة المشار إليه أعلاه من عدمها ، فإن الحقيقة الدامغة والراسخة والثابتة وغير القابلة للأخذ والرد والنقاش حولها هي أن النظام السعودي اللعين هو من يقف وراء اغتيال الرئيس الحمدي ، وهي من خططت ومولت ونفذت الجريمة ، وأي حديث عن أدوات وعناصر يمنية شاركت في ارتكابها لا يهمني ، لأن هؤلاء مجرد أدوات رخيصة وعميلة تنفذ أجندة السعودية ، التي ينبغي أن نوجه لها العداء وأصابع الاتهام ، فهي قاتل الحمدي ، وهي من عملت على وأد مشروع الدولة اليمنية الذي رسم ملامحه الرئيسية الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رضوان الله عليه.
السعودية غريمنا وعدونا اللدود ، لا تريد لنا الخير على الإطلاق ، تريدنا أذلاء حقراء ، ندين لها بالولاء والطاعة ، تريدنا متسولين على أبواب سفارتها ، وقصور ملوكها وأمرائها ، لا تريد لنا أن ننعم بالخير ، ونستفيد من خيرات أرضنا ومواردنا ، لا تريد لنا ووطننا الأمن والاستقرار ، لذلك لا تتوانى في افتعال الأزمات وإشعال الحرائق وزرع الفتن ، هي من قتلت الرئيس الحمدي لكي لا يرى مشروعه النهضوي النور ، وهي ذاتها من عملت على اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد لتحقيق ذات الأهداف بعد أن لمست في الصماد ذات البصمات والتوجهات التي كان يحملها الحمدي ، بعد أن ظنوا بأن عدوانهم على بلادنا سيسقطها فريسة سهلة بأيديهم ليقوموا بإعادة تنصيب أذنابهم حكاما على اليمن واليمنيين لمواصلة سياسة العبودية والوصاية والارتهان التي كانت سائدة قبل قيام ثورة الـ21من سبتمبر والتي قطعت اليد السعودية الممدودة إلى الداخل اليمني ، وقطعت أذنابها الذين يعملون تحت إدارتها.
بالمختصر المفيد، السعودية كانت وستظل وستبقى عدو كل الأحرار في العالم ، وفي طليعتهم أبناء الشعب اليمني الذين تنكرت لهم مملكة الشر رغم كل ما قدموه لها في جانب البناء والتعمير ، ولن ترضى عنا السعودية اليهودية حتى نتبع أوامرها ونعلن العودة إلى بيت الطاعة ، وهذا هو المستحيل الذي لم ولن يكون مطلقا ، وسيظل سجل السعودية الإجرامي ابتداء بمجزرة الحجاج اليمنيين في تنومة مرورا بجريمة اغتيال الشهيد الحمدي وصولا إلى اغتيال الشهيد الصماد والمجازر والمذابح والجرائم التي ارتكبها النظام السعودي منذ شن العدوان على بلادنا وحتى اليوم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.