نلاحظ ان جميع خطابات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى مولد الرسول الاكرم ويوم الولاية وذكرى استشهاد الامامين الحسين وزيد بن علي وغيرها من المناسبات لا كثر من عامين بالاضافة الى محاضرة اليوم بمناسبة ذكرى غزوة بدر تركز على توضيح حقيقة الصراع بين الحق والباطل ودوافعه وان هذا الصراع مستمر في التاريخ وان السبب الرئيسي في ان قوى الطاغوت من الظالمين والطغاة يسعون لاستعباد الناس وتسخيرهم لمصالحهم وعندما يأتي الانبياء لتحرير الناس من عبودية الطاغوت الى الحرية والعزة والكرامة تتحرك تلك القوى لمهاجمة الانبياء والاوصياء ومحاربتهم بكل الوسائل السياسية والاعلامية والاقتصادية وصولا الى الحرب العسكرية في محاولة للقضاء على طرق الحق الذي يمثل الحرية والاستقلال والذي لا يرضى بالعبودية الا لله
لان تلك القوى تخشى فقدان مصالحها واطماعها واستعبادها بالناس
هذه النقطة في غاية الاهمية ليعرف ابناء المسلمين جميعا بما فيهم شعب اليمن الذي يواجه تحالف عدوان عالمي ان اسباب الصراع الحقيقي هي سعي قوى الطاغوت الممثلة في امريكا واسرائيل لاستعباد العالم ونهب ثروات الشعوب واحتلال اراضيهم وبلدانهم ويسعون لتحقيق ذلك بكل الوسائل فمن تماهى معهم ورضي بالعبودية لهم رفعوا من شأنه ومجدوه وسخروا كل وسائل الاعلام للتطبيل له ومن خرج عن ذلك يسعون لشن الحروب المختلفة عليهم ويسعون لشيطنتهم وتحويل العداء تجاههم كمحور المقاومة ..
لماذا ؟ لانهم رفضوا العبودية لقوى الطاغوت امريكا واسرائيل ولو كانوا مع امريكا لكان وضعهم مختلف
من وسائلهم لتضليل ابناء الامة الاسلامية عن هذه الحقيقة يسعون لتصوير الصراع انه ديني ومذهبي وسلالي ومناطقي وللاسف الكثير من ابناء الامة ينجرون وراء خداعهم هذا لانهم لم يعودوا لتاريخ الصراع كما شرحه الله في القران ولم يعودوا لسيرة رسول الله بالشكل الصحيح
عندما يصورون الصراع بانه سلالي هاشمي وغيرهاشمي فهكذا كذب فهناك رؤساء وملوك دول هاشميين كملك الاردن لكنه مرضي عنه لانه في دائرتهم
وعندما يصورونه بأنه صراع مذهبي سني شيعي فهذا غير صحيح فهناك المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة سنيه وهم يحاربونها ويحاصرونها وفي الحرب الاخيرة ايدوا اسرائيل ضدها …
وان كانوا يصورون الحرب بين المشروع العربي والفارسي فهم يكذبون و يخادعون البسطاء بذلك ، فهل اصبحت اسرائيل عربية وهل امريكا عربية ؟ ولماذا يحاربون حركات المقاومة في فلسطين وهم عرب ؟ وهل يدافعون عن المسجد الاقصى من الفرس ام يبيعونه لليهود الذين هم اعداء الامة بنص كتاب الله ؟
الحقيقة كماهي عبر التاريخ وكما قدمها القران الكريم هي حرب بين قوى الطاغوت التي تريد استعبادنا وبين قوى الاسلام والاحرار من الشعوب الذين تمسكوا بسيرة رسول الله في مواجهة قوى الطاغوت ورفض الخضوع لتلك القوى الاجرامية …
اما من هو مع المشروع الامريكي الاسرائيلي من ابناء الامة الاسلامية فهم نفسهم تلك الفئة التي كانت في عهد رسول وهم فئة المنافقون الذين كانوا يتحركون لمصلحة اعداء الرسول فيثبطون ويخلخلون الساحة الداخلية وينشرون التضليل والخداع ويعملون بكل وسائلهم لخدمة اعداء الرسول والاسلام وهم نفسهم اليوم الذين يتحركون مع امريكا واسرائيل كالنظام السعودي والاماراتي والتكفيريين والوهابيين وهذه الفئة هم من ابناء الاسلام لكن في عقيدتهم الايمانية خلل وعدم استجابة لله ولذلك يعرفهم الله بقوله ” بشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ” كما يوضح الله افعالهم بقوله ” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين ” كما لهم اشد العذاب في جهنم يقول الله ” ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ”
فلنحذر من ان نكون من هذه الفئة ولنحرص ان يكون رسول الله اسوتنا حينما تحرك في مواجهة قوى الطاغوت وحاربهم وجاهدهم حتى نحصل على الحرية والعزة والكرامة ورضى الله في الدنيا وجنته في الاخرة….