كثيرة هي العمليات العسكرية الردعية للجيش اليمني واللجان الشعبية والتي تستهدف بها مواقع عسكرية واقتصادية لدول العدوان، والتي نفتها الرياض وأبوظبي في اوقات سابقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نتذكر الصاروخ البالستي الذي ضرب ينبع في العام 2017، والصاروخ المجنح الذي ضرب مفاعل براكة النووي الاماراتي اواخر العام2017، وادى الى تأخير افتتاحه للعام الثاني على التوالي، وبعض عمليات الطيران المسير التي استهدفت مطارات دبي وأبوظبي ومحطات تكرير نفط في الرياض ونجران وابها وغيرها.
كانت الامارات والسعودية تحاول أن تحافظ على “ماء وجهها” اولا امام مواطنيها، لتظهر وكأنها من البلدان التي لا يستطيع أحد أن يؤذيها، وأن حكامها عندما أهدروا كل ثروات البلاد ومقدراتها بشراء الاسلحة الحديثة والمتطورة قد وفروا كل وسائل “الدفاع” التي لا يمكن اختراقها، وفي نفس الوقت حفاظا على تدفق الاستثمارات الاحنبية في البلاد، ومنع هجرة رؤوس الاموال الى الخارج، سواء كانت المحلية منها والاجنبية.
قاعدة الانكار والنفي التي مارستها الرياض وأبوظبي طيلة السنوات الماضية كسرتها الرياض في بعض الاحيان وخصوصاً عندما يتعلق الامر باستثمارها بضجة اعلامية طويلة عريضة لاستجداء العالم او استعطاف المسلمين، كما حصل في تجيير الصاروخ الذي ضرب الطائف عام 2016 والحديث عن استهداف مكة، وكذلك تصوير اصابة السفن الحربية السعودية والاماراتية في البحر الاحمر وكأنه تهديد للملاحة الدولية، بحثاً عمّن ينقذ الرياض من ورطتها التي علقت فيها مع الشعب اليمني.
وكما يقول المثل العربي: “حبل الكذب قصير”، فقد جاءت المشاهد التي تم الافراج عنها اليوم الخميس 23/5/2019 لعملية استهداف مطار أبوظبي الدولي بطائرة من نوع صماد 3، والتي استهدفت مبنى الترمينال 1 في المطار، في 26 تموز/يوليو 2018، ويظهر في المشاهد المصورة بالفيديو طائرة صماد 3 اثناء اقترابها من مطار أبو ظبي الدولي قبل ان تصل إلى الهدف محدثة كتلة نارية في المكان المستهدف.
هذه المقاطع المصورة تقطع “حبل الكذب” الاماراتي، حيث إن هذه العملية كانت نفتها الامارات حينها واصدرت بيانا اشارت فيه إلى حادث يتم التحقيق فيه مع المسؤولين المختصين، ووعدت بالكشف عن التفاصيل، قبل ان ينفي احد مسؤوليها لوكالة رويترز الحادثة من أصلها.
الملاحظ في هذه المشاهد ان العملية العسكرية النوعية ترافقت مع عملية أمنية واستخباراتية بامتياز، والصور الموثقة التي رأيناها تثبت مدى مصداقية القول بان العملية اصابت الهدف بدقة، وينسحب الامر بالنسبة لعمليات القوة الصاروخية واهداف الصورايخ البالستية والتي ربما تكون هي الاخرى موثقة.
وهنا تسقط المكنة الاعلامية للرياض وابوظبي ومن معها وينكشف زيف كل ادعاءاتهم بالنفي او اختلاق أسباب أخرى كانفجار محول كهرباء او إطار او حادث عرضي او ما شابه.
من نافلة القول الاشارة الى ان عمليات الجيش واللجان الشعبية ذات الدلالات الردعية يتم الاعلان عنها اولا بأول، وتحديد مدى دقتها واصابتها لاهدافها، ونوعية تلك الاهداف العسكرية والحيوية والاقتصادية والاستراتيجية، بعيدا عن دعايات الرياض الكاذبة باستهداف مكة بصاروخ بالستي لا اساس له من الصحة، ومحاولة استثماره بطريقة فاجرة وساقطة قبيل القمم التي خططت لها في مكة المكرمة اخر الشهر الجاري.
بقي ان نقول ان هناك رسالتين يجب ان يأخذها المعنيون جيداً بعد مشاهد اليوم، الاولى رسالة الى الشعب العربي الشقيق في المملكة وهي دعوة لهذا الشعب المغلوب على أمره، اذا اراد ان يحصل على المعلومات الصحيحة والاخبار الصادقة فعليه ان يستمع لما يقوله الجيش واللجان وان لا يصدق امراء آل سعود وآلتهم الاعلامية الكاذبة، وان كان قد انخدع فيما مضى، فعليه ان يكون متيقظاً في الايام القادمة.
والثانية رسالة الى المستثمرين في السعودية والامارات بأن عليهم ان لا يعتمدوا على تطمينات حكام الرياض وابو ظبي، فمستقبل الاستثمارات في هذه البلدان اصبح مرهوناً بايقاف العدوان على اليمن، ولا مناخ آمن لأي نوع من الاستثمار في هذه الممالك والامارات الا عندما يتم احترام ارادة الشعب اليمني، وتركه ليقرر مصيره بنفسه.