آمنوا برسالة ، واستجابوا لدعوة الصادق الأمين طواعية واقتناعا ، فدخلوا في دين الله أفواجا ، فكانوا للإسلام أنصارا، ولرسالة الرسول العدنان فرسانا ، فحازوا على شهادة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله بأنهم الأرق قلوبا والألين أفئدة ، وبأنهم مصدر الإيمان وموطن الحكمة والفقه.. ناصروا الرسول وساندوه ووقفوا في صفه ونشروا دعوته وحملوا راية الإسلام ونشروها في أرجاء المعمورة.. كانوا الأنصار والنصرة والمدد ، لم يخذلوه ولم يكذَّبوا برسالته ، أو يتآمروا على قتله ، ويناصبوه العداء ، ويفرضوا عليه الحصار في شعب بني هاشم لسنوات ، ولم يخططوا لقتله ويسعوا للقضاء عليه كما فعل كفار قريش الذين آمنوا بحد السيف وكانوا مضرب المثل في الدجل والنفاق والعداء والكراهية للإسلام والمسلمين.
هكذا يحكي التاريخ بكل إنصاف عن أجدادنا اليمنيين الذين عاصروا الرسول الأعظم سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، هكذا تطالعنا صفحاته عن جيل يماني أبلى بلاء حسنا في مناصرة رسول الله ونصرة دينه ورسالته.. نحن من دعا لهم الرسول الأعظم بالبركة ، من جهتنا يأتي نَفَسُ الرحمن ، لا من بلاد قرن الشيطان.. حقائق جلية وواضحة تكشف زيف ودجل وكذب آل سعود ، وتفند ادعاءاتهم واتهاماتهم الباطلة باستهداف الكعبة المشرفة ، تاجروا بالدين والإسلام والمقدسات وجعلوا الكعبة كما قال قائد الثورة أشبه بدكان يتاجرون به من أجل تحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم الدنيئة والرخيصة.
تقصف الطائف وأنابيب المحطات النفطية في الرياض ومطار نجران ،وتقصف جيزان وتستهدف المنشآت الحيوية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة اليمنية ،فيذهبون لاستدعاء الكعبة والمقدسات لكسب تعاطف العالم العربي والإسلامي المنافق الذي يرى الإسلام في الكعبة متجاهلا حديث الرسول الأعظم وهو أمام الكعبة قائلا : “لخرابك حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم” ، فكيف الحال بآلاف اليمنيين من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لإبادات جماعية لمجرد أنهم قالوا لا للوصاية والتبعية السعودية ، أين الإسلام من هؤلاء ؟!!
الإسلام على الطريقة السعودية هو الخطر الذي يتهدد الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبدالله صلوات ربي عليه وآله ، وليس الإسلام المزيف الذي جاء به محمد بن عبدالوهاب.. لنا كيمنيين في الكعبة الركن اليماني فنحن الأكثر حرصا عليها والأكثر تعظيما وتشريفا لها ، لا أولئك الذين يبنون حولها الأبراج الشاهقة والفنادق والقصور ويسعون لسلبها تلكم الرهبة والروحانية التي تطغى على كل من يصل إليها ويقترب منها.. لقد قلناها سابقا ، وسنكررها اليوم : آل سعود هم الخطر الحقيقي على الكعبة والمقدسات الإسلامية ، وعلى الإسلام والمسلمين ، فمن يتآمر على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويضخ الأموال من أجل صفقة القرن ، من الأشرف له أن لا يدَّعي الحرص على الكعبة والحرمين الشريفين ، فالكل يعرف ما الذي صنعه آل سعود فيهما وما هي الانحرافات الخطيرة التي قاموا بها ، والله لو لم يكفهم سوى تسييس رسالة المنبر فيهما وتحويلهما إلى منابر تسبح بحمدهم وتشرعن لإجرامهم وفسقهم وتسلطهم وعمالتهم وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين.
بالمختصر المفيد :اليمنيون كانوا ولا يزالون وسيظلون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها للرسول الأعظم وللإسلام أنصارا ، وللكعبة المشرفة والمقدسات الإسلامية حراسا ، ولن تثنيهم زوبعات آل سعود وتخرصاتهم وهرطقاتهم وادعاءاتهم الكاذبة عن الرد العنيف على جرائمهم ومذابحهم وعدوانهم السافر وحصارهم الجائر باستهداف المنشآت الحيوية السعودية والضرب بقوة داخل العمق السعودي كحق مكفول ومشروع ما دامت العربدة والغطرسة السعودية قائمة ، ولو اجتمع العالم قاطبة ما توقفنا عن القيام بحقنا المكفول والمشروع والمنطقي في الرد على هذه الشجرة اليهودية الملعونة والقصاص منها والانتصار لكل من طالهم إجرامها وصلفها بشتى الطرق والوسائل المتاحة ، ولا عزاء للحاخامات والأحبار الذين يؤمنون بالإسلام السعودي والمسلمين للريال السعودي ، فالإسلام بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام.
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً ،ونصراً مرتقباً بإذن الله وتوفيقه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.