منذ بدء العدوان السعودي الامريكي على بلادنا والاعلام الوطني هدف رئيسي من اهدافه.. فمع اول عمليات العدوان العسكرية اقدم تحالف العدوان على حجب قناتي اليمن والمسيرة من على الاقمار الصناعية.
حينها روجت قوى العدوان عبر قنواتها الاعلامية وابواقها من الاعلاميين بأنها تعمل على انقاذ الشعب اليمني مما اسموه “المد الايراني” واحيانا اخرى يقولون ان تدخلهم في اليمن بطلب من الفار هادي.. وغيرها من المبررات والاسباب غير المنطقية التي لا يتقبلها باحث او متابع سياسي حر ونزيه.
عمل العدوان على تسويق هذه الاسباب عبر الإعلام وحدد فترة من عشرة أيام إلى شهر بالكثير.. في هذه الأثناء استشعر عدد من الاعلاميين مسؤوليتهم الوطنية في الدفاع عن الوطن وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ عبدالله صبري.
نعم.. الأستاذ عبدالله صبري هو من وضع فكرة إنشاء كيان اعلامي يناهض العدوان ويرصد انتهاكاته بحق الإعلام الوطني والاعلاميين بشكل عام.. حينها في عام 2015م تم اختيار لجنة تحضيرية لإنشاء رابطة الاعلاميين اليمنيين والتي تم تغيير الاسم لاحقا إلى اتحاد الاعلامين اليمنيين برئاسة الزميل عبدالله بن عامر وإشراف الاستاذ عبدالله صبري.
استمرت اللجنة التحضيرية حتى انتخاب اعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الإعلاميين اليمنيين في عام 2016م برئاسة الاستاذ عبدالله صبري.
ومنذ انتخاب المكتب التنفيذي عمل الاتحاد على إنشاء قاعدة بيانات للاعلاميين والمؤسسات الاعلامية باعتبارهم الركيزة الاساسية للاتحاد وعمل ايضا على رصد وتوثيق جرائم وانتهاكات تحالف العدوان في حق المؤسسات الاعلامية والاعلاميين اليمنيين.. وفعلا خلال أربع سنوات من العدوان والاتحاد يصدر تقريره السنوي راصدا الانتهاكات وفق المعايير الدولية ووفق الامكانيات المتاحة رغم شحتها والتي تكاد تكون معدومة مقارنة بالأعمال الموكلة اليه في مختلف المجالات سواء الرصد أو التدريب او اصدار البيانات او تنفيذ الوقفات التضامنية والمنددة وغيرها.
فكما كان رصد وتوثيق وفضح جرائم تحالف العدوان هدفا رئيسيا من اهداف اتحاد الاعلاميين اليمنيين فقد أصبح رئيسه هدفا رئيسيا من اهداف تحالف العدوان.
احببت توضيح المرحلة السابقة لانشاء الاتحاد ودور الاستاذ عبدالله صبري فيه لتوضيح الصورة اكثر لمن لم يعرفه.. ولتأكيد دور هذا الاعلامي في زعزعة كيان تحالف العدوان ودوره في التشهير به وفضحه ورصد جرائمه من خلال التقارير الاعلامية التي لم تكن حبيسة الادراج؛ وإنما يتم توزيعها ونشرها عبر شبكة كبيرة من الشخصيات الاعلامية والسياسية والحقوقية العالمية التي لها تأثير قوي في الرأي العالمي.. كما ان هذه التقارير تتم ترجمتها وارسالها إلى العشرات من المنظمات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير.
هذا كله طبعا جعل من قيادة الاتحاد هدفا رئيسيا من اهدافه رغم تجريم القوانين الدولية استهداف المؤسسات الاعلامية والاعلاميين واعتبرت استهدافهما جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.. ومع ذلك اقدم تحالف العدوان صباح الخميس 11 رمضان 1440هـ الموافق 16 مايو 2019م على استهداف منزل الاستاذ عبدالله صبري استهدافا مباشرا ضاربا بجميع القوانين الدولية والاعراف والاخلاق عرض الحائط؛ بل متحديا كافة الجهات المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتهما مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان التابعين للأمم المتحدة.
استهداف منزل صبري ليس جريمة عادية.. ولا يجب ان تمر مرور الكرام.. إذا تغافلنا عنها سيصبح كل اعلامي بل كل ناشط سياسي او حقوقي تحت مرمى نيبران تحالف العدوان.. إنها جريمة مركبة فإلى جانب انه اعلامي فقد استهدفوا منزله.. المنزل في حي سكني مليء بالسكان وبجواره معهد صحي ومدرسة أساسي وروضة أطفال وسوق شعبي.. تخيلوا منزلاً بهذه المواصفات ويتم استهدافه..!! إنها جريمة مركبة وفق القوانين الدولية، جريمة حرب لا تسقط بالتقادم؛ خصوصا وان ضحايا هذه الجريمة ما يقارب 60 شخصا بين جريح وشهيد كلهم من الاطفال والنساء والآمنين.. من هؤلاء الضحايا “لؤي وحسن” نجلا الاستاذ عبدالله صبري اللذان استشهدا كما اصيب صبري بجروح متفرقة في جسده وكسور في ساقه اليسرى.
لقد اقدم تحالف العدوان على استهداف اعلامي استهدافاً مباشراً وهو في منزله وغداً سيستهدف العشرات من الاعلاميين إذا لم يكن لنا موقف واضح وساخط ضد تخالف العدوان وضد المنظمات الدولية التي التزمت الصمت تجاه هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس.. ونحن نعتبر سكوت هذه المنظمات مشاركة في الجريمة ولا يعفيها ذلك عن المساءلة والملاحقة القانونية مثلها مثل المشتركين في الجريمة ابتداء بقيادات التحالف وانتهاء بأصغر عميل.
*أمين عام اتحاد الإعلاميين اليمنيين