د.أحمد صالح النهمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أحمد صالح النهمي
كبِّر على القومِ سبعاً أيها البطلُ
لماذا تعمل الإمارات على صناعة الفوضى في جنوب اليمن؟
الطابور الفاسد
عبد الكريم الخيواني .. في الذكرى الثانية لرحيله
إشراق
جار الله عمر

بحث

  
عبدالله علي صبري سنواصل …أقوى وأمضى
بقلم/ د.أحمد صالح النهمي
نشر منذ: 5 سنوات و 5 أشهر و يوم واحد
السبت 22 يونيو-حزيران 2019 08:56 م



مثلما يعود طائر الفينيق من بين الرماد، عاد رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين الأستاذ عبدالله علي صبري ليحلق مجددا في فضاء الكلمة العابرة للحصار، المعبرة عن مظلومية الشعب اليمني وانتصاراته، معلنا بصوت الحق المتدفق عزيمة وإصرارا وشجاعة وإيمانا وتحديا «سنواصل…أقوى وأمضى».

في معركة زمانها الساعات الأولى من ضحى الحادي عشر من شهر الله الفضيل، ومكانها حي الرقاص بالعاصمة صنعاء، قرر تحالف الطغيان الإماراتي السعودي الجائر إبادة إعلامي مدني أعزل إلا من ضميره الشجاع، وفكره المستنير، وقلمه الساطع بالحق، فأرسل طائرات الإف بصواريخها المدمرة لتقترف جريمة راح ضحيتها عشرات المدنيين أغلبهم نساء وأطفال في سابقة ستظل بشاعتها أبد الآبدين تلاحق بالخزي والعار والشنار القتلة المجرمين.

أرادوا قتل الصحفي عبدالله علي صبري، والانتقام من أسرته وجيرانه بهذا الشكل الداعشي الغادر، ليخرسوا القلم الذي استطاع أن يقارع ترسانتهم الإعلامية وينشر فضائحهم في العالمين، ويصنعوا من بشاعة التنكيل الذي لحق به وبأسرته وجيرانه فصلا تراجيديا في كتاب عدوانهم على اليمن يصل مداه إلى كل الأقلام التي تسير على ذات الطريق، بأن المصير نفسه بانتظار من سيواصل منهم، وعليهم أن يتوقفوا عن الكتابة المناهضة للعدوان، وقد أعذر من أنذر.

وأراد ربك أن تصعد في معراج الشهادة الأم المجاهدة من محراب سجودها لتلقى الله شهيدة مظلومة، وهي صائمة تصلي الضحى، فأي حسن خاتمة أفضل من هذا؟ ويصطفي ولديه الشابين (حسن ولؤي) شهيدين عظيمين مظلومين، ليصنع هذا الصحفي اليمني الشجاع بجراحه النازفة ودماء الشهداء المظلومين من أهله وجيرانه ملحمة جديدة تذكر بملاحم الخلود التي سطرها الأنبياء والشهداء والصالحون في وجوه الطواغيت والفراعنة والمستكبرين، ومدرسة شاهقة من مدارس العزة والكرامة والصدق والثبات يجترح من دروسها المسكونون بحب أوطانهم أنبل القيم الإنسانية وأصدقها تعبيرا عن عدالة القضية وشرف الموقف .

عرفت الصديق العزيز عبد الله علي صبري أواخر تسعينيات القرن الماضي وجمعنا سويا سنوات من النضال في صفوف حزب اتحاد القوى الشعبية، والكتابة في صحف «الشورى، وصوت الشورى»، ولست مبالغا إذا قلت أن الصديق عبدالله صبري من القلائل الذين ترى سلوكهم العملي منسجما مع تنظيرهم الفكري، وتجد أفعالهم تجسيدا عمليا لأقوالهم، فكأنك أمام كتاب من القيم الإنسانية والخلق الرفيع تمشي على الأرض في هيئة إنسان يمني يدعى «عبدالله علي صبري».

كتابات عبدالله على صبري ومشاركاته الفكرية على المستويين المحلي والدولي، تكاد تمتاز عن كثير من الكتاب والصحفيين بأنها تنحو في الغالب نحوا تنويريا يمتاز باستيعاب الموروث الديني والفكري والحضاري الإسلامي، والاطلاع الواسع على أفكار المجددين المعاصرين من المفكرين الإسلاميين والمثقفين العرب، وتقديم الرؤى والأفكار التي يستنتجها من قراءاته بأسلوب علمي موضوعي بعيد عن الضجيج والإثارة….أما مواقفه السياسية فينطلق فيها من مقتضى التأمل الفلسفي المبني على القيم، لا على مقتضى التكهن السياسي المبني على المصالح الضيقة والمكاسب الشخصية.

في معركة العدوان الغاشم على اليمن ، اختار كثير من المثقفين الحداثيين الذين أهرمونا ضجيجا عن مناهضتهم للرجعية العربية الوقوف في صفوف الرجعية العربية ومناصرة الغزاة المعتدين، واختار عبدالله صبري الوقوف إلى جانب أبناء شعبه مدافعا عن كرامة وطنه وحريته…وعلى الطريق تساقط إعلاميون وصحفيون ومثقفون كانوا في صف الوطن، ثم سال لعابهم حين لوحوا لهم بفتات من «رزم البترودولار» لقاء تبريرهم مجازر قتل اليمنيين، والسكوت عنها، فالتحقوا بركبه، وظل «عبدالله صبري» عصيا على التطويع وشراء الموقف أو حتى الحياد، مشكلا بكتاباته الموضوعية وتقاريره الصادقة وتحليلاته العميقة نموذجا للإعلامي والسياسي اليمني الذي لا يملك أحرار العالم إلا أن يقفوا له إجلالا واحتراما وتقديرا، ولهذا قرر تحالف الإرهاب تصفيته والتخلص منه، فخاب وخسر، فها هو ذا قد عاد شوكة في حلوقهم .

يا طائر الفينيق حسبك إنهم
قطع يحرك سيرها الأرباب
كلماتهم عربية وقلوبهم
عبرية، وطقوسهم إرهاب
فتألقي فوق الجراح كبيرة
صنعاء، فالسرب الكبير سراب.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
شارل أبي نادر
هل يُنهي استهداف المطارات السعودية عدوان التحالف على اليمن؟
شارل أبي نادر
عبدالملك العجري
إيران والسعودية.. والحاجة لويستفاليا إسلامية
عبدالملك العجري
عبدالفتاح علي البنوس
سماؤنا وأجواؤنا ليست للنزهة
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
الرئيس المغترب
عبدالفتاح علي البنوس
محمد صالح حاتم
أبناؤنا والعطلة الصيفية
محمد صالح حاتم
إسماعيل المحاقري
اليمن يتفوق بطائراته المسيرة.. والسعودية تكابر
إسماعيل المحاقري
المزيد