شدتني بالأمس خطبة الأستاذ محسن النمير بجامع الخير بمدينة معبر – محافظة ذمار والتي تناول فيها الوضع العام في البلاد والحالة التي وصل إليها الشعب جراء العدوان والحصار السلولي السعودي الإماراتي الذي دخل عامه الخامس تحت شماعة الشرعية الدنبوعية المزعومة ، التي جعل منها يهود السعودية والإمارات مبررا لتنفيذ أجندة أسيادهم الأمريكان والصهاينة ، ولفت انتباهي لقب الرئيس المغترب الذي أطلقه على الدمية هادي، مبديا استغرابه من وضعية الدنبوع وكيف يسوق لنفسه ويمنحها ويضفي عليها الشرعية وهو يدرك بما لا يدع أي مجال للشك أنَّ لا شرعية له على الإطلاق ، بعد أن قدم استقالته وانتهت فترته الرئاسية بموجب نتائج الانتخابات الرئاسية الهزلية التوافقية التي منح من خلالها شرف قيادة البلاد، على أمل أن يقود سفينة الوطن في تلكم المرحلة العصيبة إلى شاطئ الإمان ، وإذا به يكشِّر عن أنيابه ويكشف قبحه ويظهر وضاعته ، بعد أن نجحت السعودية عبر أذنابها وخدامها في الداخل في تهريبه بملابس نسائية من صنعاء إلى عدن تحت إشراف السفير السعودي محمد آل جابر ، ومن ثم هروبه عبر المهرة إلى سلطنة عمان ومنها إلى السعودية ليظل فيها حتى اليوم بعد أن عجز عن العودة إلى عدن أو مأرب ، وهو بذلك أسقط أي شبهة متبقية لشرعيته المزعومة ، بموجب الدستور اليمني ، فالبقاء خارج البلاد لأكثر من ستين يوما يفقده الشرعية ، فكيف بمن لا شرعية له أصلا ؟!!!
الدنبوع هادي هو عبارة عن مغترب يمني مقيم في فنادق الرياض ، مغترب قيد الإقامة الجبرية ، لا يمتلك قراره ، ولا حريته ، يتحرك وفق التوجيهات والأوامر السعودية ، وبدون حصوله على التصريح من الديوان الملكي السعودي لن يسمح له بمغادرة الفندق الذي يقيم فيه ، فهل رأيتم أو سمعتكم عن رئيس مغترب ؟!! رئيس يقيم في فندق داخل دولة تشن على بلاده عدوانا غاشما وتفرض حصارا جائرا ، هذا المسخ عبارة عن كائن مريض مأزوم يشبه إلى حد كبير ( عزب الويل) الذي يفرح بالتهمة ، رغم أنه دمية لا يهش ولا ينش وصارت شرعية الفنادق عبارة عن مافيا للفساد والهبر ونهب الثروات والمتاجرة بالوطن والشعب من أجل الكسب الرخيص والثراء غير المشروع الذي يتنامى ويتصاعد يوما بعد آخر ، بعد أن جعلوا منها فرصة للفيد والسطو والاستغلال.
غادر الدنبوع هادي جناحه الملكي في الفندق الذي يقيم فيه بالرياض إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووصل إلى مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية بصحبة أفراد أسرته في زيارة علاجية برفقة عائلته ، حيث جاءت هذه الزيارة عقب لقاء جمع الدنبوع مع السفير السعودي محمد آل جابر في الرياض منح على إثره الدنبوع الضوء الأخضر للسفر ، حيث تناقلت وسائل إعلامية تسريبات تحدثت عن طبيعة اللقاء الذي ضم هادي وآل جابر ، والتي أشارت إلى أن هادي أبدى انزعاجه الشديد من ممارسات الإخوان في مأرب وتشكيلهم دولة مستقلة هناك لا تدين بالولاء لشرعيته الزائفة ، علاوة على ممارسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأحادية الجانب والتي تمارس خارج نطاق الشرعية الدنبوعية ، ما دفع به لطلب المغادرة للعلاج ، وهو ما استدعى تدخل آل جابر الذي يبدو أنه قدم تطمينات للدنبوع بمعالجة الإشكاليات التي طرحها وذلك للحيلولة دون إقدام هادي على طلب اللجوء السياسي في أمريكا ، وبغض النظر عن مصداقية ما ورد من عدمها ، فإن المؤكد أن الدنبوع وشرعيته المزعومة مطية وشماعة يتم استخدامها لتمرير أجندة خبيثة وقذرة يراد منها السيطرة على ثروات وموارد ومقدرات الشعب اليمني وشعوب المنطقة ومنشآتها ومواقعها الحيوية.
بالمختصر المفيد: لا شرعية لرئيس لا يمت للشرعية بأدنى صلة ، فرق كبير بين رئيس يمارس مهامه وصلاحياته الدستورية والقانونية من داخل وطنه ، وبين مغترب يقيم داخل فندق خارج الوطن منذ أكثر من أربع سنوات ويرى في نفسه رئيسا شرعيا ، هادي دمية مسخَّرة يلهو و يعبث بها السعودي والإماراتي من أجل الحصول على مآربهم وغاياتهم وأهدافهم الاستعمارية الاستغلالية التوسعية الاستيطانية بحسب مضامين المخطط و المؤامرة الأمريكو صهيو بريطانية ، والتي تنفذ بأموال وأياد عربية سعودية إماراتية.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.