“أنتم تقولون أن هناك إله واحد أما أنا فأقول أن هناك إلهٰان إله خلقنا وهو الحق وإله خلقتموه أنتم وهو محتال ونصاب وقاتل مثلكم “
هكذا رد بطل الفيلم الهندي (pk)على أحد الإنتهازيين أدعياء الفضيلة ووكالة الإله على عباده. لم يقل مايجانب الحقيقة في زمن كثرت فيه ألوان العمائم وتعددت طرق حلاقة الذقن وأختلف رجاله على كيفية غرز الخناجر في الأعناق بإسم الله ودفاعا عن الدين ،ورغم أن الجميع يتحدث أن هناك دين واحد هو الحق فإن كل طائفة منهم تدعي أنها أحق بالدين من غيرها ورغم أنه لا أحد منا جاء بعلامة على جسده تثبت صحة طائفته إلا أننا نسير وراء هذه الطوائف كالأنعام كأنما لا طريق إلى المنبع الجامع إلا عن طريق هذه الأرقام التي يثبت الواقع خطأها.
لقد أصبحت هذه الطوائف متارس للحرب ومكامن للغدر وأصبح رجال الدين أكثر الناس إرهابا وأحقهم بالسخط إذ الدين أقدس من فتاويهم وأنزه من أن يكون عجينة يُشكلها الأمير كيف شاء .
لقد أسقطت أحداث مايُسمى بالربيع العربي وأخيرا العدوان على اليمن اوراق الكثير ممن حسبنا ملابسهم البيضاء أنقى من قلوب طفولتنا وكلامهم ضياء قلنا سنهتدي به إلى روضات الإله.
قامات كانت عملاقة بنظرنا تبين أن من جافيناهم بسببها أكثر إنسانية وأعلى شأنا.
حين كنت صغيرا كُنت أحلم بأن أصافح الشيخ القرني وكان دعاء السديس نغمة لهاتفي وكنت أضبط المنبه على صوت العفاسي ليوقظني لصلاة الفجر وأدعو الله أن رزقني علماً كآل الشيخ؛ وهأنذا أغسل يدي منهم اليوم وقد تبين لي أنني ما كنت إلا واحداً من المخدوعين وأنني الآن أكثر قرباً من الله. إنهم يأمروننا بقتل بعضنا البعض ويفرقوننا وقد خلقنا الله لنكون جميعا.
يلتقم أحدهم ميكرفون الجمعة وينادي بإسمك يارب لقتال من ينادي بإسمك على الجانب الآخر ويبيح لطائراته الغادرة أن تقتل أطفالنا بزعم نصرة الدين رغم أننا نؤمن بك ونوحدك وقد ناصرنا نبيك محمد صلى الله عليه وسلم حين طرده هؤلاء.
أعلم يا إلهي أنك لا ترضى بهذا وأن هؤلاء لايمثلونك وسأقول لذلك الشيخ الذي خلع عن نفسه كل فضيلة : هل تعرف ماهو الله وأنت تجعله شعاراً لسياساتك الملعونة؟ وأنت تصبغ حربك بصبغة الدين هل تعرف أن الدين جاء لخدمة الإنسانية وأن دم المسلم أقدس من أقدس شعار في الدين الخاتم (والمسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده) ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم أعظم حرمة من الكعبة دما وعرضاً فعن أي دين تتحدث؟
سماحة الشيخ: أليس الدين الذي تتحدث عنه هو نفسه الدين الذي حذر نبيه من السب واللعن وفاحش الكلام؟ أليس هو الدين الذي جاء في نصوصه أنه إذا رفع أحدنا حديدة في وجه أخيه تلعنه الملائكة حتى يضعها. وأنه إذا مر أحدنا في سوق ومعه نبل عليه أن يحكم القبض على نصالها كي لا تؤذي المتسوقين؟ ألم تحدثنا عن رأفة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوانات وعن قصة حمامة تبوك التي أخذ أحد الصحابة فراخها وجاءت إلى النبي شاكية فأوقف الجيش كله قائلا من فجع هذه بولدها؟ وماذا عن قصة الفسطاط التي تضرب بها المثل على سماحة الإسلام؟ ألم تحدثنا عن قصة أسامة بن زيد وعتاب النبي صلى الله عليه وسلم له على قتله رجلاً قتل من المسلمين ماقتل وعندما رأى أنه هالك بسيف أسامة قال (لا إله إلا الله) فقتله أسامة وأحمر وجه النبي لهذا وأنتفخت أوداجه وهو يقول(ويحك يا أسامة أقتلته بعد ان قال لا إله إلا الله،أين تذهب بلا إله إلا الله هلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها مخلصاٌ أم لا)؟ حسنا ذلك كان يقاتل المسلمين ودمائهم لا زالت عالقة بسيفه فأي عذر تجادل به عن أمرائك الذين يقتلون الأبرياء العُزل أطفالا وشيوخا ونساءً حوامل.
سماحة الشيخ: ماتدعو للقتال من أجله ليس ديننا بل دينك ودين أمرائك. الله الذي تدعوا للقتال بإسمه ليس الله الذي خلقنا فالله الذي خلقنا أقدس من أن يخوض حروبكم وحاشاه أن يأمر بقتل من نفخ فيه من روحه وأصطفاه خليفة له على الأرض.
سماحة الشيخ: يصلي الإيزيدون ثلاث مرات كل يوم يدعون الله فيها للبشرية بالسلام. بابا الفاتيكان يدعوا العالم للصلاة من أجل السلام أمراء الطرب والفن حتى أولئك السكارى وأرباب المجون. حتى أولئك الذين نقول عنهم ملحدون وكفار .
سماحة الشيخ: كل أولئك يدعون إلى السلام وأنت؛أنت الذي تدعي أنك تنتمي إلى دين السلام تنفخ في بوق الحرب وتبيح دمي ودم إخوتي وأطفالي.
سماحة الشيخ :إعذرني إن أنا أشهرت في وجهك سيف الرفض وقلت أنه لا علاقة لك بالدين ولا بالإنسانية وأنك أكبر من يسيء إلى الإسلام وإلى العلم. سماحة الشيخ قطرة دم ينزفها طفل أكبر عندالله من كل ديانة فلا تغتر بأموال أمرائك ولا نفطهم فلن تجدي عنك شيئاً يوم القيامة.
- نقلا عن الحق نت