د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
القلادة..
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و 4 أشهر
الثلاثاء 16 أغسطس-آب 2016 11:30 م



مجد: انظر إلى نصر يا علي.. إنه على هذه الحالة من فترة طويلة.. يجلس على الصخرة حزيناً و يده تُمسِك بالقلادة و يُطيل النظر إليها في سكون و تارة آراه كأنه يتحدث إليها..

علي :نعم يا مجد، منذ استشهد فارس بالأمس و هو على هذه الحالة.. لا تنسى أن فارس هو صديق نصر منذ طفولته و رفيق دربه.. آه كم كان شُجاعاً و مِقداماً.. لولا غدرهم له بالصواريخ لما نالوا منه هو ومن معه أبدا لقد وصلت إليه شظايا منها ، لكنهم أجبن من أن يواجهوا براً، و كيف للفئران أن تثبت عندما تواجه الأسود الضارية!!

مجد: نعم يا مجد لقد صدقت، ولكن ما قصة القلادة؟

علي: إنها قصة مؤثرة جداً يا صديقي، بالأمس و عندما كان فارس يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديّ نصر ناولهُ القلادة بيده المرتعشة و قال له بصوت متقطع: أخي نصر و صديق دربي هذه القلادة أمانة في عنقك..

مجد: فهمتُ الآن.. أعرف شعور نصر جيداً.. لقد آلمنا فراق فارس كلنا..

و غير بعيدٍ على الصخرة التي كان يجلس عليها نصر.. و الدموع قد ملأت عينيه و بيده القلادة التي لم تفارق عينيه ولا يديه.. و التي أخذت اللون الأحمر القاني بدماء فارس الطاهرة.. أخذ نصر في الحديث إليها :

هل تعرفين كم أنتِ غالية على قلبي و نفسي.. آه.. ما أزكى رائحة الدماء التي تغطيكِ و كأنك ِ من الجنة..

لستِ غالية علي فقط.. بل كنتِ عزيزة على فارس أيضاً لم تكوني تفارقينه..

لكن.. كيف لي أن أعرف لمن عليّ أن أوصلكِ يا غالية؟

فقد كان فارس طيباً ومتواضعاً و شهماً ويحبه الكثير من الناس..

هل يجب علي أن أعطيك ِ لوالدته الذي كان الهواء الذي تتنفسه ؟

أم لوالده الذي كان يرى فيه آماله و أمنيات حياته ؟

أم ربما لزوجته الحبيبة و رفيقة دربه فقد تكوني هدية منها إليه..

أو قد تكون لطفلته الحمد لله سارة التي يفتقدها دائماً و قد حدثني عن قرب يوم ميلادها .. أو ربما أن عليها صورة مولوده الذي غادره بعد ولادته بساعات قليلة مُلبيّاً لنداء الله و الوطن و هو لم تكتحل عينيه منه بعد!

و لماذا.. لماذا لا أحتفظ بكِ أنا؟ فأنا أشعر أنكِ قطعة من قلبي!

أنا في حيرة من أمري! لكنكِ أمانة.. ليس أمامي خيار آخر.. سأمسح الدماء التي على الصورة و أحتفظ بالمنديل لأغلى دماء و آخر ذكرى من رفيق دربي و جهادي..

يجب أن أعرف فأنتِ أمانة في عنقي..

فجأة..

إذا بمجد و علي ينظران إلى نصر يركض نحوهما مُسرِعاً و هو يبتسم و يبكي في نفس الوقت..

وصل نصر إليهما و هو بالكاد يلتقط أنفاسه و يقول لهما :انظرا القلادة

علي: نعم نصر هذه قلادة فارس الشهيد..

نصر: انظرا إلى الصورة..

مجد: يا إلهي.. إنه علم الوطن!راية الوطن الغالي

نصر: نعم إنه أمانة في عنقي و في أعناقنا جميعاً.. ستظل رايته مرفوعة و عالية دوماً..

إنها أمنا اليمن هذه القلادة تخصها .. لن يسلم من يعاديها أو يسعى لأن ينكس رايتها ما دامت الدماء في عروقنا.. و سيظل علمها يرفرف عاليا عاليا عالياً.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
زينب عبدالوهاب الشهاري
القبعات السوداء
زينب عبدالوهاب الشهاري
د.أسماء الشهاري
سلمى تحت القصف
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
ألم الفراق
د.أسماء الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
بسمة وطن
زينب عبدالوهاب الشهاري
عبدالرحمن مراد
الكاتب عبدالرحمن مراد:لا يمكن لليمن النهوض بدون نهضة فكرية وثقافية
عبدالرحمن مراد
المزيد