بطلب بريطاني عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لمناقشة تطورات الأحداث في اليمن ، هذا التحرك البريطاني الأمريكي يأتي في ظل الانتصارات الميدانية الكبرى التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في نهم والجوف ومارب وتعز والبيضاء ، والتي جاءت عقب التوجيهات السعودية لمرتزقة الإصلاح بإشعال هذه الجبهات التي تتمركز فيها مليشيات حزب الإصلاح ، هذه الانتصارات والتقدم الميداني المتسارع الخطى لأبطالنا المغاوير مثل مصدر قلق وخوف للأمريكان والبريطانيين ، وهو ما دفعهم للدعوة لعقد جلسة مغلقة لبحث إمكانية ايقاف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مارب والحيلولة دون إكمال السيطرة على الجوف تحت يافطة الدعوة إلى هدنة تتوقف بموجبها الأعمال العسكرية البرية والجوية .
وهو ما يكشف طبيعة العدوان على اليمن والأطراف التي تقف خلفه وما الذي تمثله السعودية وحزب الإصلاح بالنسبة لهذه الدول التي سارعت إلى البحث عن مخرج للسعودية والإصلاح من فضيحة الهزيمة والانكسار في نهم والجوف ومارب ، ولم يعد هناك من مجال لمواصلة الكذب والدجل والتدليس والتلبيس على الرأي العام باسم دعم الشرعية والدفاع عنها ، فالشرعية المزعومة تذبح في عدن وشبوة من الوريد إلى الوريد ، ومليشيات الإمارات والسعودية هي من تتصارع هناك بغية السيطرة والهيمنة والحصول على المكاسب والغنائم والضحية دائما سكان هذه المحافظات الذين يكتوون بنيران قوى الغزو والاحتلال بعد أن تلقوا الوعود الرائفة وهاموا في رحاب الأحلام الوردية التي سوقها لهم الغزاة و(عشموهم ) بها ، ليصحوا على واقع مغاير تماما ، واقع مرير جدا يبعث على الحسرة والأسى .
يبحثون اليوم عن طوق نجاة للسعودية من فضيحة كبرى ستكون لها انعكاساتها السلبية على مشاريعهم الاستعمارية ومطامعهم الاقتصادية ومخططاتهم التآمرية ، ويرون بأن سقوط مليشيات حزب الإصلاح في نهم والجوف ومارب يعني سقوط مشروع الهيمنة على اليمن ، ولذلك يريدون وقف تقدم أبطالنا من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن يقضي بوقف إطلاق النار ، وهو عشم إبليس في الجنة ، فمجلس الأمن الذي ظل وما يزال متفرجا على عدوان غاشم وحصار جائر لقرابة ثلاثين مليون يمني ، عمل طيلة هذه السنوات الخمس على التغطية على جرائم العدوان وانتهاكات المرتزقة وإفشالهم كافة جولات المفاوضات والمشاورات التي عقدت برعاية أممية بهدف حل الأزمة اليمنية ، بما في ذلك اتفاق السويد الذي ما يزال يراوح مكانه نتيجة تعنت المرتزقة ورفضهم تنفيذه وإصرارهم على التصعيد والتأزيم .
بادرت القوى الوطنية إلى طرح المبادرات الواحدة تلو الأخرى ، وقدمت التنازلات مرارا وتكرارا في إطار سعيها الجاد وحرصها على تحقيق السلام وايقاف العدوان ورفع الحصار ، ولم يتفاعل مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة جديا مع هذه المبادرات والتنازلات ولم تمارس هذه المنظمات والهيئات الدولية أدنى ضغوطات على قوى العدوان والمرتزقة ، وظلت تتماهى مع مغالطاتهم وحيلهم وأكاذيبهم ومبرراتهم الواهية ، تماشيا مع الرغبة والمصلحة الأمريكية ، وعندما أدركوا قرب حسم المواجهات في الجوف ومارب بعد حسمها في نهم سارعوا للتداعي لمواجهة الخطر المحدق ببقرتهم الحلوب ، بهدف ايقاف تقدم الجيش واللجان ومنح مرتزقتهم فرصة لترتيب صفوفهم وتعزيز قواتهم وتجاوز حالة الإرباك والذعر التي هم عليها .
لا قبول بأي حلول جزئية أو هدنة مزمنة على الإطلاق ، وإذا كان مجلس الأمن والأمم المتحدة يريدون حل الأزمة اليمنية كما يدعون ، فعليهم أن يصدروا قرارا ملزما لكافة الأطراف الداخلية والخارجية بوقف العمليات العسكرية ورفع الحصار وانهاء التواجد السعودي والإماراتي من مختلف الجزر والمدن والسواحل والمناطق اليمنية بالكامل ، والشروع في رعاية حوار يمني – يمني يفضي إلى حل لكافة الملفات والقضايا مثار الخلاف بين القوى اليمنية ، أما الحديث عن هدنة أو وقف مؤقت للعمليات العسكرية ، فلا يمكن القبول به على الإطلاق ، صبرنا وتحملنا وتنازلنا ما فيه الكفاية ، ودفعنا ثمن ذلك خيرة قادتنا وأبطالنا المغاوير ، كل هذه التضحيات التي قدمت والتي ما تزال تقدم هي من أجل أن يعم السلام والأمن والاستقرار ربوع يمننا الحبيب ، ومن أجل أن نعيش كرماء أعزاء ، في رحاب وطن حر مستقل ، لا وصاية عليه ، وطن يملك قراره ، ويحدد مساره ، ويرسم سياسته دونما تبعية أو ارتهان لهذه الدولة أو تلك ، أو لهذا النظام أو ذاك .