لا يقلق المجتمع الدولي ولا تقلق الأمم المتحدة إلّا من حدوث أشياء تتعارض مع أهدافهم ومصالحهم ومشاريعهم الاستعمارية، لا يقلقون على تدهور حقوق الإنسان ولا على حقوق الطفل والمرأة في اليمن الذين ترتكب بحقهم دول تحالف العدوان أبشع الجرائم التي وصلت إلى حد جرائم الحرب، وإذا عبروا عن قلقهم عن جرائم العدوان يثرثرون بحروف القلقلة في وسائل الإعلام لا أقل ولا أكثر، ومع ذلك بالنسبة لنا كشعب يمني لم يعد يهمنا أمر قلقهم بقدر ما يهمنا كيف نقلقهم أكثر، وحين نجد قلقهم يظهر نعلم أننا نسير في الاتجاه الصحيح،،
قلق ما يسمى بالدول العظمى بشأن تحرير محافظة مارب من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية وأحرار اليمن، ليس على مارب وما تفعله بها مليشيات الاحتلال منذ ستة أعوام من قتل وتدمير ونهب للثروات واختطاف للمسافرين في الطرقات، أو خوفا من سقوط شهداء من المدنيين، فهم يعلمون أن مجاهدينا لا يستهدفون الأبرياء كما تفعل طائرات العدوان السعودي الأمريكي التي ترتكب مجازر وحشية بحق النساء والأطفال في كل المحافظات وعلى مرأى ومسمع من العالم الصامت، وتلك القوى الإجرامية القلقة، إنما قلقها وخوفها مع مندوب ما يسمى بالأمم المتحدة ( غريفيث ) هو على تلك العناصر الإجرامية التكفيرية من القاعدة وداعش التي عاثت في محافظة مارب الفساد وقتلت المدنيين وشردت أبناء تلك المناطق وأحرقت منازلهم ونهبت أراضيهم وداست مزارعهم، ونكلت بهم أشد تنكيل وما جريمة أشراف مارب قبل عامين وجريمة (آل سبيعيان ) التي هزت الشارع اليمني قبل فترة بسيطة وأصبحت قضية الرأي العام اليمني، إلّا صورة مبسطة لما يجري في محافظة مارب من قبل قوى الاحتلال وأدواتها الإجرامية، ناهيك عن السجون والمعتقلات التي يزجون فيها بالمسافرين والتجار والنساء والأطفال وكل من خالفهم في الرأي والمعتقد والنسب، ويستخدمون بحقهم أسوأ أنواع التعذيب في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان اليمني المنسي في قاموس الأمم المتحدة والدول والمنظمات التي تتشدق بالإنسانية، وهي تذبح الإنسان اليمني من الوريد إلى الوريد، حقاً : إن خوفهم كله ليس على اليمنيين ولا على النازحين، إنما خوفهم كله من تحرير مارب واستعادتها من قبضة داعش والقاعدة ومليشيات الارتزاق وقوات الاحتلال وإعادتها للحضن اليمني، ورغم ذلك كله فليقلقوا وليخافوا وليدينوا وليستنكروا وليملأوا الأرض ضجيجا وصراخا، لا يهمنا ذلك، ولا خوف ولا قلق فأحرار اليمن وشرفاؤها قد أعدوا العدة وشحذوا الهمة وحملوا أرواحهم فوق أكتافهم مع أسلحتهم لتحرير ما تبقى من محافظة مارب رغما عن أنف قوى الطاغوت والاستكبار، ولن تكون هي المحافظة الأخيرة التي ستتحرر بل ستكون هي شرارة النصر لتحرير بقية المناطق المحتلة وإنقاذ أبنائها الذين يحدوهم الأمل لتحرير أراضيهم من بطش وظلم وقهر وبغي وعدوان قوى الاحتلال ومرتزقته وميليشياته ومدرعاته وسجونه ومعتقلاته وما يقومون به من ذبح وسحل ونهب.
وليعلم العالم وليفهم الطغاة أن أحرار اليمن لن يتخلوا عن شبر من تراب هذا الوطن مهما بلغ حجم التضحيات وأنهم لا يزالوا مستمرين في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ( بعون الله ) حتى نيل الحرية والاستقلال التام لكل مناطق اليمن ؛ فهذه هي معركة الإنسان اليمني الحر وهذا هو قدره وهذا هو مبدأه، ولن يوقفه عن ذلك أي قوة في الأرض مهما بلغت ؛ لأن حربنا هي حرب استقلال وحرية وعزة وكرامة لبلدنا وشعبنا وثرواتنا وديننا، ونحن اليوم نخوض حربنا أمام بحر من التحديات لنحقق الاستقلال لوطننا وذاتنا ونؤدي دورنا اللائق في المنطقة العربية والإسلامية من منطلق إيماننا وإسلامنا ومن منطلق ما يمليه علينا ضميرنا وإنسانيتنا، بلا شك أن نصر اليمن سيكون نصرا للأمة الإسلامية جمعاء، ولقضية فلسطين خاصة وسنجعل من اليمن بإذن الله (سبحانه وتعالى) وتوفيقه وعونه دعامة رئيسية للأمن القومي العربي ولقضية فلسطين وكل قضايا الأمة التواقة للحرية والاستقلال ودعامة لوحدة كلمة الأمة وصحوتها الدينية والوطنية والإنسانية والقومية في وجه القوى الصهيونية وعملائها.
إن أكبر هدف لثورة اليمنيين السبتمبرية21/ سبتمبر / 2014م هو نيل الحرية والاستقلال والبناء والتطور ودعم قضايا الأمة الإسلامية ووضع اليمن حيث يجب أن يكون في المقدمة لمواجهة الهيمنة الأمريكية، وسوف يكون اليمن مرجعاً يستند إليه كل الأحرار في مواقفهم الرافضة للاستعمار بإذن الله، والعاقبة للمتقين