من أعظم نِعَمِ الله علينا –كيمنيين- في زمنِ الضلالِ والزيغِ هذا، هي نعمةُ الهداية، والولاية، والمسيرة القرآنية العظيمة، والقيادة الربانية الحكيمة، التي تحثنا على أن نزكِّيَ نفوسَنا وَننيرَ بصائرنا ونرتقيَ بوعينا وثقافتنا؛ لنكونَ على درجة عالية من الوعي اللازم والحكمة البالغة والبصيرة والكفاءة؛ لنكون بذلك جديرين بحَمْلِ المسؤولية الملقاة على عواتقنا، ومؤهلين كما ينبغي لإقامة الحقِّ لتقديم أنموذجٍ راقٍ عن دولة الإسلام، وعن دور الإنسان المؤمن في الحياة، مؤهلين لتقديم أُنموذجٍ راقٍ وعظيم يُحتذى به عن الدين ورجاله العظماء.
وهي مسؤوليةٌ كبيرة وعظيمة جِـدًّا تقعُ على عواتقنا في هذا الزمان وأعظم من أي وقت مضى، بعد أن شوَّهَ الدينَ ودور الإنسان المؤمن في الحياة أظلمُ البشر وأكثرهم جناية على الأُمَّــة: علماءُ السوء والضلال.. علماءُ بلاط سلاطين الجور، ومن يدور في فلكهم، أُولئك الذين يوظِّفون دينَ الله لظلم عباده، ويبرّرون جرائم الطواغيت والمستكبرين، ويدجِّنون الناس، ويزيِّفون الحقائق، ويلبسون الحق بالباطل، ويسعَون بكل ما يستطيعون إلى استحكام قبضة الباطل على رقاب أهل الحق.
عَلَمُ الهدى (يحفظُه الله) قَدَّمَ ويقدِّمُ لنا دروساً عظيمةً ورؤيةً إدارية حكيمة راقية وشاملة من رؤية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في إدارة شؤون الناس.
لذلك يجبُ أن نكونَ عند حُسْنِ الظن بنا عوناً وسنداً للقيادة على أنفسنا، كما يجبُ أن نستفيدَ من تجارب وأخطاء من سبقونا في التاريخ، وأن نحذر من الزيغ والانفلات والتقصير والتفريط وعدم التسليم المطلق للقيادة؛ لكي لا نكون كقوم الإمام علي (عليه السلام) الذين كان يتلو عليهم دُرَرَ طوقِ النجاة لهم فيتعاملون معها كالبعر من قال لهم: “أفسدتم عليَّ رأيي”.
يجب أن نكونَ عوناً للقيادة على أنفسنا، وأن نحذَرَ من عوامل السقوط، وأن ندركَ أهميّةَ التسليم المطلَق للقيادة، وضرورة الارتقاء الإيماني الذي يمنحُ الإنسان تماسُكاً عند الزلاَّت ويكون دفعاً وعوناً له للاستمرار والاستقامة والثبات، وأن نتعاملَ بجدية مع (هدى الله) وتوجيهات وَدرر عَلَمِ زماننا؛ ففيها طوق نجاة المؤمنين المستبصرين، وإلا فَــإنَّ عاقبتَنا ستكون وخيمةً عند الله في الحياة الدنيا والآخرة، وسيستبدل اللهُ بنا غيرَنا رجالاً مؤمنين، مجاهدين، أفضلَ وأعظمَ منا بكثير، ولن نضُــرَّه شيئاً كما وعد في كتابه الكريم في قوله تعالى: “وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ”، بل يكونون أمثلَ منكم وأطوعَ لله والقيادة منكم.
وقضيةُ الاستبدال قضيةٌ مُهِمَّةٌ وخطيرة، وهي سُنَّةٌ إلهيةٌ من نواميس الله لن تتغيَّرَ ولن تتبدَّلَ أبداً.
والعاقِبَةُ للمتقين.
*نقلا عن : موقع أنصار الله