* محاولة البعض استعداء ثورة 21سبتمبر وتصويرها على أنها العدو اللدود لثورة 26سبتمبر يعد ضربا من ضروب الغباء والتبلد ، فالكل يعلم المخاضات التي سبقت ثورة 21سبتمبر والأسباب التي أدت إلى قيامها بعد أن كانت بدايتها مطالب تصحيحية عادلة ومشروعة تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، لكنه تعنت السلطة وغطرسة فراعنتها ونزعتهم الإجرامية الدموية التي فجرت براكين الغضب وأشعلت جذوة الثورة والتي عملت على إسقاط هؤلاء الفراعنة وتخليص الشعب والوطن منهم ومن فسادهم وتسلطهم ، ولا أجد أي ضرر على ثورة 26من سبتمبر من ذلك ، رغم أن هؤلاء الفراعنة تسلقوا على أكتاف ثوارها وسلبوا ونهبوا باسمها..
* يغالط نفسه من لا يعترف بأن ثورة 21سبتمبر هي الثورة اليمنية الوحيدة التي عملت على تجسيد مبدأ المساواة بين أبناء الشعب قولا وعملا ، حيث عملت على تشذيب شطحات الكثير من النافذين من الساسة والعسكر والوجاهات الاجتماعية الذين كانوا يعتبرون أنفسهم من ( الصفوة ) الذين لا سلطة عليهم ، فهم فوق القضاء والأمن والنيابة وكل أجهزة الدولة ، كنا نسمع عن حوادث مؤلمة ومحزنة يمارسها هؤلاء وأولادهم ، هذا يقتل رجل مرور لمجرد توقيفه لموكبه أو سيارته ، وهذا يختطف طالبة من أمام مدرستها ، وآخر يبسط على أرضية مواطن مستضعف ويقوم بالبناء عليها تحت حماية أطقم الجيش والأمن ، وآخر يمنع هذا المستثمر من تنفيذ مشروعه ويشترط عليه الدخول معه كشريك مقابل حمايته وعدم قيامه بسداد الرسوم المستحقة للدولة من ضرائب وجمارك وزكاة وتحسين وغيرها من الرسوم القانونية ، فعملت ثورة 21من سبتمبر على الحد من هذه الممارسات بنسبة كبيرة جدا..
* عندما يتحدث البعض عن ثورة 21سبتمبر بأنها ثورة طائفية ومذهبية ومدعومة من إيران -حسب زعمهم – يظنون أن طرحهم الفج هذا سيؤثر على حقيقة وطبيعة الثورة ، التي تعد بشهادة الجميع الثورة اليمنية الخالصة التي قادها أحرار هذا الشعب ، ولم تشارك فيها أي قوى خارجية على الإطلاق ، علاوة على أنها ثورة شعبية شارك فيها اليمنيون من مختلف المحافظات ومن جميع الأطياف والمكونات السياسية ، لم تأت خدمة لحزب ولا طائفة ولا جماعة ، رغم أن قيادة أنصار الله لها جعلتهم يقدمون قوافل يومية من الشهداء العظماء ، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه..
* ثورة 21سبتمبر ثورة شعبية هدفت لتصحيح مسار الثورة اليمنية ( سبتمبر وأكتوبر) والتي ظلت أهدافها شبه مغيبة عن الواقع العملي ولم يتحقق منها سوى الالتزام بمواثيق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، حتى الوحدة التي تحققت عدنا لنشبعها ( ركلا ورفسا ) بممارساتنا الرعناء والسياسة الخاطئة التي اعتمدت على الإلغاء والتهميش والإقصاء ، فجاءت ثورة 21سبتمبر لتصحيح مسارها والعمل على تنفيذ أهدافها والانتصار لها بمعزل عن الحسابات الضيقة والمناكفات السياسية والحزبية غير المقبولة التي لا تخدم سوى أعداء اليمن واليمنيين..
* الفعل الثوري الذي يزعج الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي ويدفع بهم لشن عدوان غاشم وتشكيل تحالف لاستهدافها وإسقاطها هو الفعل الذي يستحق مسمى الثورة بامتياز ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن هذه الثورة أنجزت الكثير من الإنجازات التي أثارت قلق هؤلاء الأوباش ، وهذا في حد ذاته من الأسباب التي تجعل من احتفالنا وابتهاجنا بثورة 21سبتمبر من المسلَّمات التي لا بد منها ، وينبغي علينا كيمنيين أن نحتفي بها ، لا أن نهاجمهما ونقلل من شأنها من باب العناد والمخالفة ( نكاية بأنصار الله ) رغم أن أنصار الله وعلى لسان قائد الثورة أكد أن ثورة 21سبتمبر ثورة كل اليمنيين وليست خاصة بأنصار الله كما يحاول البعض تصوير ذلك كمبرر لمهاجمتها والإساءة إليها ، وإلى التضحيات التي قدمها الثوار الأحرار وما يزالون يقدمونها حتى اليوم..
بالمختصر المفيد ربط ثورة 21سبتمبر بثورة 26سبتمبر بهدف مهاجمة هذه أو تلك ، أعتبره سلوكاً أرعناً وتصرفاً غير مسؤول يفتقر أصحابه للفطنة والحكمة والمسؤولية ، بالأمس احتفلنا بثورة 21سبتمبر وبعد أيام سنحتفل بثورة 26سبتمبر ولا حاجة لنا ( للبعسسة ) و( النغبشة ) و ( كثرة الهدرة ) خصوصا في هذه المرحلة التي نوشك فيها أن نعانق الانتصار الكبير على قرن الشيطان وتحالفه اللعين بفضل الله وتأييده .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .