عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
لماذا ننْصَح قيادة حركة “حماس الخارج” بشدّ الرّحال إلى صنعاء دُونَ أي إبطاء؟
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية

بحث

  
ترامب يُقدّم هديّةً “ملغومةً” لحُلفائه السّعوديين في الوقتِ الضّائع
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: 3 سنوات و 11 شهراً و 7 أيام
الأربعاء 16 ديسمبر-كانون الأول 2020 10:28 م


 

هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها؟ وما هي الأسباب الخمسة التي قد تحول دون ذلك؟ ولماذا لا نَستبعِد أن يُقدِم ترامب على هذه “الحماقة” ويُقدّم هديّةً “ملغومةً” لحُلفائه السّعوديين في الوقتِ الضّائع؟

 

أثار قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب المُفاجِئ بوضع “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب العديد من علامات الاستِفهام، ليس لأنّ هذه المنظمة “المُتطرّفة” المُتّهمة من السّلطات البحرينيّة بقتل رجال شُرطة والتّخطيط لأعمال اغتِيال، وإنّما لأنّها “غير معروفة” بشكلٍ كبير إقليميًّا ودوليًّا أُسوةً بمُنظّمات عربيّة وإسلاميّة مماثلة، وربّما تكون هذه الخطوة تمهيدًا لعُقوباتٍ أكبر أهمّها وضع حركة “أنصار الله” الحوثيّة على القائمة نفسها في الأسابيع القليلة المُقبلة بضَغطٍ من السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى.

ما يُعزّز هذا التوجّه، أيّ احتِمال وضع الحركة الحوثيّة على القائمة السّوداء نفسها، شنْ حُكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنيّة التي تتّخذ من الرياض مقرًّا لها، حملة علاقات عامّة شَرِسَة في هذا المِضمار في الأشهر الماضية قادها السيّد معمر الأرياني وزير الإعلام الذي قال الشّهر الماضي “إنّ تصنيف الحوثيين حركةً إرهابيّةً هو أولى خطوات حل الأزمة، وإنّ استِقرار اليمن مَرهونٌ بالقضاء على هذه الجماعة العُنصريّة الإرهابيّة”.

***
هُناك عدّة أسباب قد تمنع الإدارة الأمريكيّة حتى هذه اللّحظة من وضع حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب:

أوّلًا: الحركة الحوثيّة لا تُقارن بجميع الحركات الأُخرى الموضوعة على هذه القائمة، لأنّها باتت أكبر بكثير من كونها مُنظّمة وأقرب إلى مُواصفات الدّولة، وتُسيطِر على مُعظم أقاليم الشّمال اليمني، وتملك قُدرةً عسكريّةً جبّارةً، باتت تتحكّم بجنوب الجزيرة العربيّة، وتُهدّد المِلاحة التجاريّة الدوليّة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبحر العرب بدَرجةٍ أقل، مُضافًا إلى ذلك أنّها تتواجد على أرضٍ يمنيّةٍ، أيّ أنّها ليست طارئةً أو لاجئة وتُقيم بشَكلٍ شرعيّ، وفَشِلَت ستّ حُروب في اقتِلاعها من جُذورها قبل الحرب التي يشنّها حاليًّا التّحالف السّعودي الإماراتي وبدَعمٍ مِنه.

ثانيًا: هُناك مُعارضة قويّة من الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانيّة لمِثل هذا التّصنيف للحركة، حيث أنّ 80 بالمِئة من السكّان بحاجةٍ إلى مُساعداتٍ غذائيّة، وأكثر من 25 مِليون يمني يُواجهون المجاعة حاليًّا إلى جانب الموت بالأوبئة مِثل الكوليرا والكورونا، وأمراض سوء التّغذية، في ظِل نِظام صحّي مُنهار كُلِّيًّا، ولهذا فإنّ مِثل هذه الخطوة ستمنع وصول المُساعدات، وتُفاقِم المخاطر الإنسانيّة بالتّالي.

ثالثًا: وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب سيعني إغلاق كُل الأبواب أمام المُفاوضات والحُلول السياسيّة بالتّالي، فحركتهم هي القوّة الأعظم سياسيًّا وعسكريًّا على الأرض اليمنيّة حاليًّا، وإذا جرى وضعها على لائحة الإرهاب فإنّ هذا يعني إغلاق الأبواب أمام أيّ دور لها بالتّسوية والحل السياسيّ الذي تُؤكّد جميع الأطراف أنّه المخرج الوحيد من الأزمة.

رابعًا: وضع الحركة على قائمة الإرهاب يجعلها في حِلٍّ من أيّ التزام بالقوانين الدوليّة وتطبيقاتها، والرّد بالمِثل على الغارات التي تَستهدِف مناطقها، وتقتل الآلاف من أبنائها، وتُحوّل اليمن وجِواره السّعودي إلى برك دماء، فاللّافت أنّ جميع الصّواريخ الحوثيّة التي جرى إطلاقها لضرب مُنشآت نفط أرامكو السعوديّة في جدّة وبقيق وخريص لم تَقتُل أو تُصيب مدنيًّا واحِدًا حتّى الآن.

خامسًا: وجود خِلافات داخل الإدارة الأمريكيّة حول هذه المسألة مثلما ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” في تقريرها الشّهر الماضي، مُضافًا إلى ذلك أنّ إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطيّة الجديدة تُعارض حرب التّحالف في اليمن، وتتعهّد بوقف مبيعات الأسلحة للسعوديّة كورقة ضغط لوَقفِها.

***
لا نَستبعِد أن تُقدِم إدارة ترامب التي أكّد المجمع الانتخابي الأمريكي هزيمتها وفوز الرئيس بايدن، على هذه الخطوة، أيّ وضع حركة الحوثيين على قائمة الإرهاب كمُكافأةِ وداع لحليفها السّعودي، ولتوسيع دائرة الفوضى في الجزيرة العربيّة لتعقيد مَهمّة الإدارة الجديدة، ولكنّها ستكون مُكافأةً مسمومةً، تَعكِس “سُوء تقدير” وجهلًا بالوقائع على الأرض ربّما أكثر خُطورةً من “مُغامرة” إطلاق “عاصفة الحزم” المُستمرّة مُنذ سِت سنوات تقريبًا “دُون حسم”، وبِما أدّى ويُؤدّي إلى استِنزاف المملكة ماديًّا وعَسكريًّا وسِياسيًّا بطَريقةٍ غير مسبوقة، وتغيير موازين القِوى في ميادين القِتال لصالح الطّرف الذي يُدافع عن أرضه وكرامته.

علاقة حركة “أنصار الله” الحوثيّة بإيران وحرسها الثّوري كانت محدودةً جدًّا في بداية الأزمة، ولكن بسبب الغارات، والحِصار على مدى السّنوات السّت الماضية، تعزّزت وجرى نقل تكنولوجيا الصّواريخ والزّوارق المُفخّخة الإيرانيّة إليها، وفتحت طِهران سِفارةً لها في قلب صنعاء قبل بضعة أسابيع فقط.

أيّ حماقة يُقدِم عليها ترامب، وما أكثر حماقاته هذه الأيّام، في المِلَف اليمني، ووضع حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب خاصّةً، ستُعطِي نتائج عكسيّة، وستُلحِق أضرارًا كارثيّةً بالجِهات التي تدفع بهذا الاتّجاه.. والأيّام بيننا.

* المصدر : رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
بالستيات العاطفي المرعبة "للعاصفة"
عبدالفتاح علي البنوس
مطهر يحيى شرف الدين
حُقوق الإنسان في الإسلام وحقُوق الإنسان الأممية
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالعزيز البغدادي
الإرهاب باسم الدين أو باسم العلمانية أيهما أشدُّ فتكاً ؟
عبدالعزيز البغدادي
مجيب حفظ الله
فرنسا.. ومسرحية الكونجرس الأمريكي تتكرر في بلادنا..!
مجيب حفظ الله
عبدالفتاح علي البنوس
بلحاف تحت الإستهداف
عبدالفتاح علي البنوس
أنس القاضي
إحنا في عدوان!
أنس القاضي
المزيد