ميناء بلحاف النفطي ، ومشروع الغاز الطبيعي المسال الاستراتيجي بمحافظة شبوة ، من المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية العملاقة في اليمن وشبه الجزيرة العربية ، والتي كانت وما تزال هدفا لقوى الغزو والاحتلال وأذنابهم ، حيث تتسابق السعودية وأدواتها من جهة ، والإمارات وأدواتها من جهة أخرى على السيطرة والهيمنة عليها ، بغية تشغيلها والاستفادة من عائداتها وخيراتها ، كهدف هام من أهداف العدوان على بلادنا الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات وعشرات الدول في إطار ما تسميه بالتحالف العربي .
(التحالف العربي) هذا الاسم الكبير الذي يوحي لمن يقف عنده بأنه موجه لنصرة فلسطين والتصدي لكيان العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه ويسانده في مؤامرتهم الكبرى التي تستهدف القضية الفلسطينية ، قضية العرب المصيرية المسماة (صفقة القرن) ولكنه للأسف الشديد موجه ضد يمن الإيمان والحكمة ، تحالف يستهدف أصل العرب ومنبع العروبة ، نزولا عند الرغبة الأمريكية الإسرائيلية ، اليوم بلحاف في مرمى الاستهداف بعد أن أصبحت مستعمرة إماراتية ، تدين بالولاء والطاعة للمتصهين محمد بن سلمان ، تحولت في ظل واقعها الجديد إلى معتقل للرافضين للتواجد الإماراتي ، والمناهضين لمشاريعها في اليمن ، وللمرتزقة الموالين للسعودية الذين يمثلون مصدر تهديد للهيمنة والسيطرة الإماراتية عليها .
توقف إمدادات النفط والغاز ، وعسكرة للميناء الذي تحول إلى ثكنة عسكرية ، ولا يخلو الأمر من مناوشات عسكرية بين الجانبين تهدد بتدمير منشأة اقتصادية عملاقة وسط اتهامات متبادلة بالسعي لتفجير الأوضاع فيها ، مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي ، الجنوبي المسمى ، الإماراتي الولاء والانتماء ، أعلنت عن تعرض معسكر ما يسمى بالنخبة الشبوانية ، والذي يعد مقرا للقوات الإماراتية ، و يقع داخل نطاق منشأة بلحاف لقصف مدفعي من قبل مليشيات الإصلاح التي تفرض سيطرة واسعة على أجزاء واسعة من محافظة شبوة ، عقب اشتباكات مسلحة عنيفة بين الجانبين ، في سياق صراع النفوذ والتوسع الدائر بينهما بأدوات يمنية- يمنية ، وهو ما ينذر بدمار وشيك ينتظر هذه المنشأة الحيوية التي تمثل رافدا من روافد الاقتصاد الوطني ، وداعما لمسيرة البناء والعطاء والتنمية .
التوتر في بلحاف يأتي متزامنا مع الحديث عن تقارب ملحوظ في المشاورات والمفاوضات التي تجمع المرتزقة والتي تسعى للتوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة فنادق جديدة ، ووضع حد للصراعات والمواجهات الثنائية المشتعلة فيما بينهم ، وهو ما يعني وفاة اتفاق الرياض المرتقب قبل ولادته ، وهي نتيجة طبيعية ومتوقعة ، كون السعودية لا ترغب في استقرار الجنوب ، وليس لديها أي توجه لتحقيق ذلك ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي من تعمل على تغذية هذا الصراع ، وتعمد إلى توسيع رقعته ، وترى في عدم استقرار الجنوب مصلحة لها ، وعاملا مساعدا يمكنها في تمرير أجندتها وتحقيق أهدافها ، وهذا ما تؤكده التعزيزات العسكرية السعودية المتواصلة لمرتزقتها في الجنوب والدعم والإسناد المستمر لهم ، وفي ذات السياق تعمل الإمارات على تثبيت تواجدها في الجنوب عامة وبلحاف وسقطرى على وجه الخصوص ، وتسعى جاهدة من أجل شراء الذمم وكسب الولاءات بهدف الحصول على حاضنة جماهيرية تساعدها في تحقيق أهدافها وتنفيذ أجندتها بأقل الخسائر الممكنة .
ما يحصل في بلحاف من استهداف ممنهج وخطير ، يجسد عمليا ما تسعى من أجل الحصول عليه السعودية والإمارات من وراء شنها لعدوانها الهمجي الإجرامي على بلادنا ، المصالح والمكاسب والمنافع هي من دفعت بالمتحالفين على اليمن واليمنيين ، للمواجهة والصراع من أجل الحصول على النصيب الأكبر من الغنائم التي جاءوا من أجل الحصول عليها ، والحديث عن مفاوضات واتفاقات في ظل هذا الواقع ، عبارة عن مسرحية هزلية سعودية إماراتية مشتركة المتضرر منها الجنوب وأبناء الجنوب ، الذين تحولوا إلى وقود لهذا الصراع الخطير الذي يتهددهم ويسعى للنيل منهم بالضربة القاضية .